انتقام الجن.. هل يكون وراء الحرائق الغامضة بـ110 منازل في الأصابعة الليبية؟

شهدت بلدية الأصابعة، الواقعة في منطقة جبلية غرب ليبيا، ظاهرة غريبة ومثيرة للقلق، حيث اندلعت حرائق مفاجئة وغير مفسرة في أكثر من 110 منزلًا، مما أدى إلى إصابة 17مواطنًا بحالات اختناق وإصابات مختلفة.
هذه الحرائق، التي لا تزال أسبابها مجهولة حتى الآن، استمرت لليوم السادس على التوالي، مما أثار حالة من الذعر والجدل بين سكان المنطقة التي لا يتجاوز عددهم 65 ألف نسمة.
تفاصيل الكارثة
والتهمت الحرائق منازل كاملة في عدة أحياء، وفقًا لتصريحات عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف، مع تكرار اندلاع النيران في بعض المنازل للمرة الثالثة.
وأشار المقطوف إلى أن المنطقة تعاني من نقص حاد في إمكانيات مكافحة الحرائق، حيث لا يتوفر سوى سيارة إطفاء واحدة فقط، مما يعيق جهود السيطرة على النيران التي تندلع بشكل متزامن في أكثر من مكان.
وأضاف أن «الحرائق تتكرر دون معرفة أسبابها حتى الآن»، مؤكدًا أن بعض الأقاويل التي تتحدث عن أسباب بيئية أو روحانية لا تستند إلى أدلة علمية.
استجابة رسمية محدودة
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلن نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزير الصحة المكلف، رمضان أبوجناح، تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة تطورات الأوضاع.
كما وجه بتوفير الإمدادات الطبية والإسعافات الأولية للمتضررين، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الليبي.
ومن جانبه، أكد بدر الدين التومي، وزير الحكم المحلي ورئيس الفريق الحكومي للطوارئ، أن الجهات المعنية، بما في ذلك جهاز المباحث الجنائية والهيئة العامة للبحث العلمي، بدأت تحقيقاتها لتحديد أسباب هذه الحرائق الغامضة.
«انتقام الجن» بسبب الذهب
وسط حالة الفوضى والذعر، تعددت التفسيرات حول أسباب هذه الظاهرة الغريبة، بينما يرجح البعض تسرب غاز الميثان سريع الاشتعال من باطن الأرض، يلجأ آخرون إلى تفسيرات غيبية، متحدثين عن «انتقام الجن» بسبب أعمال تنقيب غير قانونية عن الذهب في المنطقة.
ووصف أحد السكان، في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، المشهد، قائلًا: «كلما أطفأنا الحريق في منزل، اشتعل في آخر على بعد مئات الأمتار، لا نعرف إن كان ذلك بسبب تسرب غاز أو أمر آخر غير مفهوم».
أسر بلا مأوى
أدت هذه الحرائق إلى تدمير منازل عائلات كثيرة، تاركة إياهم بلا مأوى في ظل ظروف مناخية قاسية.
كما تسببت في إصابة 17 مواطنًا بحالات اختناق وإصابات مختلفة، مما زاد من معاناة سكان المنطقة الذين يعانون أصلًا من ضعف الخدمات الأساسية.
نداءات عاجلة للإغاثة
مع استمرار تدهور الأوضاع، يطالب سكان الأصابعة بزيادة الدعم من الحكومة والمنظمات الدولية لتوفير الإغاثة العاجلة، بما في ذلك معدات الإطفاء والإسكان المؤقت للمتضررين.
كما يطالبون بتكثيف الجهود للكشف عن الأسباب الحقيقية لهذه الحرائق الغامضة، والتي تهدد استقرار حياتهم اليومية.
يُذكر أن هذه الحرائق ليست الأولى من نوعها في المنطقة، لكنها الأكثر تدميرًا من حيث عدد المنازل المتضررة وحجم الخسائر البشرية والمادية، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة الجهات الرسمية على التعامل مع مثل هذه الكوارث في المستقبل.