رمضان تحت القصف: هجمات إسرائيليّة واتهامات متبادلة تهز قطاع غزة

رمضان تحت القصف:
رمضان تحت القصف: هجمات إسرائيليّة واتهامات متبادلة تهز قطاع

في تطور جديد على جبهة التصعيد في قطاع غزة، شهدت الليلة الماضية هجمات إسرائيليّة مكثّفة على مناطق متعددة داخل القطاع، عقب رفض حركة حماس إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، مما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.

تفاصيل الهجمات والتصعيد العسكري

بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام منذ أواخر يناير الماضي. وأفادت المصادر أن القوات الإسرائيلية شنت غارات جوية على عدة مواقع استراتيجية في غزة، منها مدينة غزة، دير البلح، خان يونس، ورفح، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني وإصابة المئات، بينهم نساء وأطفال. وأكدت التقارير الطبية أن المستشفيات تعاني من اكتظاظ حاد، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والمواد الغذائية الأساسية.

اتهامات وتبادل اللوم بين الأطراف

على خلفية هذه الأحداث، تصاعدت موجة الاتهامات بين الطرفين:

   من جانب إسرائيل والمجتمع الدولي: اتهمت إسرائيل حماس بمسؤوليتها عن تصعيد الأزمة، مشيرة إلى أن رفض الحركة إطلاق سراح الرهائن كان بمثابة ذريعة لتصعيد العنف، حيث يُنظر إلى سياسات حماس العسكرية بأنها تسهم في خلق بيئة من عدم الاستقرار، وتضع مصالحها السياسية على حساب حياة المدنيين.
   من جانب حركة حماس: نفت الحركة مسؤوليتها عن الانتهاكات الأخيرة ووجهت اللوم لإسرائيل، معتبرة أن الهجمات تمثل استمرارًا لسياسة العدوان الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، وأنها جاءت في ظل محاولات لتحويل الاحتفال بشهر رمضان إلى مناسبة للترويع والدمار.

وقد أدانت عدة جهات دولية – من بينها مؤسسات حقوقية وأمم متحدة – التصعيد الراهن، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني. وأبرزت هذه الجهات أن كلا الطرفين يتحمّلان مسؤولية تفضيل السياسات العسكرية على الحلول السياسية، حيث يُستغل الوضع السياسي لتحقيق مكاسب ضيقة المدى.

تبعات الأزمة وتأثيرها على السكان

مع تحول شهر رمضان المبارك إلى فترة من الحزن والمعاناة، يعيش سكان غزة حالة من الخوف والترقب، إذ باتت الحياة اليومية تتخللها الانقطاعات المتكررة للكهرباء ونقص الإمدادات الحيوية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي. في ظل هذه المعاناة، تبقى الدعوات الدولية للتدخل العاجل واستئناف المفاوضات قائمة، في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع تحولها إلى حرب شاملة في المنطقة.

يبقى المواطن العادي في غزة هو الضحية الأكبر، حيث يُعاني من تبعات التصعيد العسكري والسياسي الذي يجري خلف الكواليس، فيما تتبادل الأطراف الاتهامات دون الوصول إلى حل حقيقي يُعيد الأمل إلى شعبٍ طالما انتظر فجر السلام والاستقرار.