فيديو السيول الجارفة.. هل هو «انتقام إلهي» بسبب قرار ملك المغرب بإلغاء ذبح الأضاحي؟ | شاهد

تداول عددٌ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر سيولا جارفة لقطيعٍ من الأغنام، مرفقًا بتعليق يدعي أنه التُقط في المغرب بعد دعوة الملك محمد السادس لعدم ذبح الأضاحي في العيد القادم، ليحصد الفيديو آلاف التعليقات ما بين متعجبًا من «الانتقام الإلهي» ومشككًا في صحة الواقعة.

ما حقيقة فيديو «الانتقام الإلهي»؟

زعم معلقون على مقطع الفيديو أن السيول التي اجتاحت المملكة المغربية جاءت بعد القرار الخاص بإلغاء شعيرة من شعائر الاحتفال بعيد الأضحى، إلا أن البحث العكسي إلى لقطة شاشة من الفيديو أظهر أن الواقعة لا تمت للمغرب بصلة، وإنما يعود تاريخها إلى 30 يونيه 2020 حين ضربت فيضانات منطقة إرجيش بمدينة فان التركية مسببةً أضرار مادية كبيرة في حي كيركبينار، وجرفت حينها 74 رأسًا من الأغنام ما أدى إلى نفوقها، حسبما نشرت جريدة «زمان» التركية.

المغرب تلغي ذبح الأضاحي من العيد القادم

ويأتي تداول هذا الفيديو في الوقت الراهن مقترنًا بدعوة العاهل المغربي محمد السادس في رسالة رسمية وجهها إلى مواطنيه، ونقلها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، في فبراير الماضي، أكد فيها أن الدولة حريصة على تمكين المغاربة من أداء شعائرهم الدينية في أفضل الظروف، لافتًأ إلى أن الوضع المناخي والاقتصادي الراهن يفرض على الجميع التحلي بروح المسؤولية والتضامن الذي من شأنه التخلي عن شعيرة ذبح الأضاحي في العيد.

وأضاف الملك في رسالته: «آخذًا في الاعتبار أن عيد الأضحى سُنة مؤكدة ومشروطة بالاستطاعة، فإن إقامتها في هذه الظروف الصعبة قد تلحق ضررًا كبيرًا بشرائح واسعة من شعبنا، بخاصة ذوي الدخل المحدود».

وفي خطوة رمزية تعكس تضامن الملك مع شعبه، أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية بالنيابة عن الأمة، داعيًا المواطنين إلى الالتزام بهذه التوجيهات مراعاةً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد من نقص رؤوس الماشية، علمًا بأن المغرب يعيش أسوأ حقبة جفاف منذ ثمانينيات القرن الماضي، إذ تراجعت أعداد المواشي بنسبة 38%، وسُجّل عجز في تساقط الأمطار بنسبة بلغت 53% مقارنة بمتوسط الثلاثين عامًا الأخيرة، وفقا لما صرح به وزير «الفلاحة» أحمد البواري في منتصف الشهر الماضي.