عشيقة ومالك العقار والضابط المزيف.. اعترافات مثيرة للمتهمين بابتزاز سوري في 6 أكتوبر

لم يكن يعلم «محمود» طالب كلية الطب بجامعة عين شمس، سوري الجنسية، أن اللقاء الذي رتبت له «هيام.ع.م» (المتهمة الأولى) لن يكون كما تخيل، وأن الشقة التي دُعي إليها في حدائق القبة لم تكن سوى فخ مُحكم، انتهى بإذلاله وابتزازه تحت تهديد السلاح.
تفاصيل اعترافات المتهمين في ابتزاز طالب طب «سوري»
في البداية، أوهمته برغبتها في لقاء حميمي، لكنه لم يكن يدري أن المتهمة الثانية، «شمس الله.م.ا»، هي من استأجرت الشقة الكائنة بمول الأردنية في 6 أكتوبر خصيصًا لهذا السيناريو، وأن المتهم الثالث، «رامي.ر.ز»، سيلعب دور مالك العقار الغاضب، بينما سيتظاهر المتهم الرابع، «مينا. ر.ش»، بأنه شرطي، يمسك هاتفه لتوثيق المشهد.
وفي النهاية، بعد إجباره على توقيع 3 إيصالات أمانة، صعد إلى سيارة وإلى جواره كان «رامي»، يضع يده على مطواة تحسبًا لأي محاولة للهروب. المجني عليه لم يجد مفرًا من تنفيذ أوامرهم، وفي تحقيقات النيابة العامة وتحريات المباحث كشف المتهمون عن تفاصيل خطتهم، وكيف بدأ كل شيء منذ شهور.
تفاصيل مثيرة وردت في اعترافات المتهمين في الواقعة.. إذ بصوت متماسك رغم ارتباكه، جلست «هيام.ع»، أمام المحققين، تحاول الدفاع عن نفسها:
«أنا على علاقة صداقة بـ(نور.م.أ) في جامعة أسيوط من حوالي 3 شهور، كنا بنتكلم عادي لحد ما حكت لي عن مشكلتها.. قالت لي إنها على علاقة غير شرعية بالمجني عليه، وإنه صورها وبيهددها بالصور والفيديوهات دي».
توقفت للحظات، وكأنها تبحث عن الكلمات، قبل أن تضيف: «حسيت إنها خلاص هتضيع، خفت عليها.. وقتها فكرت في خطة، قلت لها لازم نستدرجه ونأخذ منه الصور. وبعدها بقى كل شيء جاهز.. اتفقت مع المتهم الثاني والمتهمتين الرابعة والخامسة، والمتهم الثاني جاب معاه المتهم الثالث يساعدنا».
«ضحكنا عليه بمكالمة واحدة»
واصلت «هيام» سرد التفاصيل بصوت منخفض، كأنها لا تزال تستعيد المشهد في ذهنها: «أنا اللي كلمت المجني عليه واستدرجته، أوهمته إني عايزة أقابله في شقة عشان نبقى مع بعض، واتفقنا يكون اللقاء في الشقة المستأجرة اللي جابتها (شمس الله)».
تنظر إلى الأرض، ثم تتابع: «مساء يوم الواقعة، فعلًا حضر المجني عليه.. كان فاكر نفسه داخل على حاجة تانية خالص».
«دخل الأوضة وقلع هدومه»
المتهمة الثانية، «شمس الله»، تتحدث بارتباك، وكأنها لا تزال تعيش تلك اللحظة: «المجني عليه كان في الأوضة مع (هيام) قلع هدومه.. بعدها بدقايق، أنا كلمت (رامي)»، تتوقف قليلًا، ثم تضيف: «(رامي) دخل الشقة ومعاه (مينا)، والأخير أول ما دخل، قال له بصوت عالي: (إحنا شرطة) وبدأ يصوره وهو عريان، المجني عليه كان مصدوم، مش مستوعب اللي بيحصل».
«طلعنا له إيصالات الأمانة»
«رامي» كان صاحب الخطوة التالية. بصوت ثابت، قال للمحققين: «أنا دخلت عليه وقلت له إني صاحب الشقة، وإنه داخل بيتي من غير إذن، وبعدها طلبت منه يلبس هدومه بسرعة».
يُكمل: «كنا محضرين إيصالات أمانة، قلنا له يمضي عليهم، هو كان مرعوب، كان عارف إنه لو ما وقعش الفيديوهات والصور هتبقى في كل مكان.. ومضى على 3 إيصالات».
«حطيناه في العربية.. وهددناه بالمطواة»
يأتي صوت المتهم الأخير، «مينا»، متوترًا بعض الشيء: «بعد ما مضى الإيصالات، كان لازم نوصله بيته بس نتأكد إنه مش هيفتح بقه، ركبناه عربية، وأنا كنت قاعد جنبه.. معايا مطوة في إيدي.. لو فكر يعمل حاجة، كنت مستعد».
ينظر إلى المحقق، كأنه ينتظر ردة فعل، ثم يضيف سريعًا: «بس هو ما عملش حاجة، كان ساكت طول الطريق.. عارف إنه وقع في المصيدة».