ماذا حدث في مينا البصل؟.. أول جريمة تحرش داخل أسرة بالإسكندرية بعد لام شمسية

شهدت محافظة الإسكندرية واقعة تحرش بشعة تعيد إلى الأذهان مشاهد درامية جسدها مسلسل «لام شمسية» الذي عرض في رمضان الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على زوج عمة طفلة، بعد اتهامه بهتك عرضها داخل منزل الأسرة في منطقة مينا البصل، الواقعة تسلط الضوء مجددًا على الجرائم الصامتة التي ترتكب خلف أبواب مغلقة، والتي غالبًا ما يكون مرتكبوها من الدائرة المقربة للضحية.
هتك عرض في «بيت العائلة»
كانت البداية عندما تلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغًا من أسرة الطفلة، يفيد بتعرضها لاعتداء جنسي داخل منزلها على يد زوج عمتها، وعلى الفور، تحركت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وتم ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان القسم للتحقيق معه، وبعد استجوابه، أُحيلت الطفلة إلى الطب الشرعي لفحصها وإعداد تقرير طبي شامل حول حالتها الجسدية والنفسية، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.
المثير في هذه الواقعة، كما في حالات مشابهة، أن المتهم لم يكن غريبًا عن العائلة، بل هو أحد أفرادها، وهو ما يجعل الجريمة أكثر تعقيدًا وألمًا، سواء على مستوى الضحية أو المحيطين بها.
قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الأسرة تناولها مسلسل «لام شمسية» بجرأة، حين عرض شخصية «وسام» الذي جسده الفنان محمد شاهين كصديق مقرب للعائلة، يحظى بثقة الجميع، لكنه في الخفاء كان يتحرش بالطفل «يوسف»، شخصية وسام لم تقدم كمجرم نمطي شرير، بل كشخص قد يبدو طبيعيًا من الخارج، وهو ما يعكس دقة تصوير الحالة النفسية للمتحرشين.
«لام شمسية» يكشف المستور
المسلسل فتح باب النقاش الواسع حول مفهوم «البيدوفيليا»، الذي لا يعرفه الكثيرون كمصطلح، لكنه واقع مؤلم في حياة العديد من الضحايا، البيدوفيليا، بحسب الخبراء، هي اضطراب نفسي يتضمن ميولًا جنسية تجاه الأطفال، وقد تدفع المصاب به إلى ارتكاب جرائم جسيمة، تترك آثارًا طويلة الأمد في حياة الطفل، جسديًا ونفسيًا، وفي مشهد لا ينسى من «لام شمسية»، بدأت شكوك الأم تتزايد بعد أن رأت علامات غريبة على تصرفات ابنها وطريقة تعامل «وسام» معه. هذه اللحظة كانت بداية تصعيد درامي مؤلم، لكنه مهم في كشف الحقيقة ومواجهة المجرم.
ما أبرزته الدراما، وأكدته الواقعة الحقيقية في الإسكندرية، هو أن المعتدي غالبًا لا يكون غريبًا، بل قد يكون من داخل «الدائرة الآمنة» للطفل، كأحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين، وهو ما يجعل كشف الجريمة أكثر صعوبة، الأطفال في مثل هذه الحالات يكونون محاصرين بالخوف والارتباك، وغالبًا ما يتعرضون للتلاعب العاطفي من الجاني، الذي يستخدم التهديد أو الشعور بالذنب لإسكات الضحية.