الخطر القادم.. حكاية مقال تنبأ بما طرحه ترامب عن قناة السويس

الخطر القادم.. حكاية
الخطر القادم.. حكاية مقال تنبأ بما طرحه ترامب عن قناة السويس

كشف مقال نشره الدكتور مصطفى الفقي، عن رؤية استباقية لنوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كشفتها تصريحاته، السبت، حول رغبته في السيطرة على الممرات المائية، ومن بينها قناة السويس، حيث أشار إلى ضرورة لسماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.

وقال«الفقي»، في مقال سابق تم نشره على «بوابة الأهرام»، بعنوان «المضايق المائية.. الخطر القادم»: «تعلمنا من دروس الماضى أن البحث العلمى والتحليل السياسى يرتبطان بالنظرة الاستباقية والقدرة على فهم المتغيرات ودراسة كل التحولات التي طرأت على المسار الأصلى للقضايا المختلفة، وقد تعلمنا من الرئاسة الأولى للرئيس الأمريكى ترامب وما لحق بها وما نتج عنها أنه رجل يصعب التنبؤ بما سوف يفعل، بل ولا يجوز في توقعاتنا لما سوف يفعله أن نستبعد أمرًا ما فليس للرجل تاريخ سياسى طويل يمكن القياس عليه».

وأضاف «الفقي»: وأنا أستطيع أن أستشف من قراءتى لتاريخ رجل الأعمال دونالد ترامب أنه قد يفاجئ العالم بفاصل جديد من أفكاره تحت عنوان «الممرات المائية الدولية» فإذا كان قد بدأ بقناة بنما فإن أفكاره سوف تنسحب على المضايق المائية الأخرى والممرات الدولية للتجارة والملاحة بدءًا من مضيق هرمز إلى باب المندب إلى قناة السويس إلى جبل طارق معتمدًا في كل ذلك على أطروحاتٍ كاذبة حول حرية التجارة، وضرورة سيطرة الولايات المتحدة الكاملة أو بالشراكة مع غيرها على تلك المضايق في السلم وفى الحرب بغض النظر عن المعاهدات الدولية والوثائق السياسية والمبررات الشرعية ومواءمات المشروعية، إنه دونالد ترامب الذي هبط على العالم مقتنعًا أنه مسيطر على الكون، قادر على إدارة شؤون البشر واتخاذ أي قرار يريده بغض النظر عن ردود الفعل المعتمدة على حقوق الآخرين والوثائق التاريخية والمعاهدات الدولية، لقد فقدنا القدرة على الدهشة أمام قرارات وتصريحات ترامب.

وتابع: «أظن أن مستقبل المنطقة كلها سيتحدد على ضوء التطورات الأخيرة على مسرح العلاقات الدولية، فأنا أتوقع على سبيل المثال أن حربًا تجارية ومضارباتٍ نقدية سوف تكون من أدوات الصراع القادم بين الغرب وروسيا من ناحية والولايات المتحدة والصين من ناحية أخرى، إننى أزعم أن الحرب الباردة الاقتصادية سوف تكون أكثر تأثيرًا من الحروب العسكرية، فالحصار والمقاطعة والعقوبات الاقتصادية تبدو كلها مظاهر واضحة لما يمكن أن يصل إليه العالم في السنوات القادمة، وإذا كانت القرون الماضية قد شهدت حرب البترودولار، ثم الصراع على المياه فإن الاشتباك النقدى، سواء جاء من خلال مؤسسات بريتون وودز أو مباشرة سوف يكون له أثره القوى على مستقبل الصراعات والمواجهات بل والنزاعات المسلحة التي قد تطرأ على بعض الدول الحالية في ظل تجذر مشاعر الرفض ومظاهر الكراهية التي زرعتها قوى معينة بهدف التأثير على المستقبل، وإعادة صياغة الحاضر وفقًا لمصالحها وترتيبًا للأوضاع الجديدة دوليًا وعالميًا والتى لا تخلو من روح المغامرة والرغبة في احتواء الآخرين والسيطرة على مقدرات الدول بل والعدوان على حقوق الشعوب».

واختتم «الفقي» بقوله: «إن الرجل الذي يكره الأجانب ويحتقر الآخرين ويمضى في تفكير أحادى لابد وأن يتطرق إلى المضايق المائية لخلق مزيد من الحساسيات وصنع المزيد من الاضطرابات!».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح، أمس السبت، بأنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.

وأضاف «ترامب»، في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر على الفور».