أزمة غلاء التعليم!
قيل في أحد المقالات التابعة للعرّاب بأنه سمع من أحد مديري الشركات المعروفة بأن الشعار في مصر ذلك الاختصار phd ومما يعنيه ليس دكتور الفلاسفة بل ادفعه لأسفل push him down وهو شعار التعليم في مصر حقًا والذي شعرت به تحديدًا في إحدى الزيارات العائلية والتي ضمت معظم أفراد الأسرة بأبنائهم، بدأت فيها المحادثة بيننا بالمجاملات المعتادة وانتقلت إلى حياتنا الروتينية ومشاكل الأبناء ومن أهمها... الغلاء ولكن تلك المرة لم يكن التركيز على غلاء أسعار المنتجات بأنواعها بل على غلاء التعليم... نعم قصدت ذلك!..
غلاء التعليم من ارتفاع أسعار الدروس التي تضم مجموعات من الطلبة أو الخصوصية في المرحلة الإبتدائية والإعدادية وتزداد للضعف في المرحلة الثانوية وأصحاب الشكوى ممن يلحقون بأبنائهم بمدارس حكومية أما عن المدارس الخاصة فكانت شكواهم مريبة!.. مبالغ بالخمسين والسبعين ألف جنيه والمصيبة الأفدح بالحضانة (الروضة) الخاصة قد تصل إلى ثلاثين ألف جنيه في السنة!..
فحاولت المناقشة معهم كي استكشف تلك العقول التي يُدفع لهم بالآلاف في السنة ولم أجدسوي عقول المجتهد منها يبحث عن مايختصر له حتى يضمن درجات ممتازة كما قال والآخر لايعرف مايريده والصغير منهم ذومدرسة اللغات يتحدث بكلمات إنجليزية جيدة ولايستطع نطق العربية منها!، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أي نقاش معهم في موادهم الدراسية الي دُرست لهم ماضيًا لايتذكرونها وإن حدث ذلك فهم لايحبون الجدال مادام درسوها بنعتٍ معين ستظل بذلك كما هي، لامجال للنقاش وكأنها عقول اعتادت على تصديق أي شئ، ستكون غير قادرة على التوصل لأي اكتشاف!. كما قال العرّاب.
أثار انتباهي مايُنشر على مواقع التواصل الإجتماعي عن النظام الجديد للمرحلة الثانوية أو فيما أُطلق عليه "نظام التابلت" حيث يمتحن الطالب على التابلت الخاص به والموزَع عليه من قبل مَدرسته، عند انعقاد امتحان الصف الأول الثانوي لمادة اللغة العربية... حدث مالم يمكن توقعه، توتر من الطلبه واستعدادهم الخاص بهم وواجب أهاليهم، لم يجد الطلبة الامتحان!...
نُشر بعد ذلك بأن النظام الخاص بالجهاز وبه الامتحان (system) قد تعطَّل!، قيل في بعد المواقع بأن جهات خارجية وداخلية تسببت في تعطيل سيرفر الامتحانات!... جهات داخلية وخارجية!، من الذي لديه المصلحة في ذلك؟!، من يهتم باجتياز طلبة من الصف الأول الثانوي الامتحان أم لا؟! وماالهدف!؟..
إن ماحدث قد تسبب بذعر للأهالي والطلبة ومن المستحيل أن نتهاون معه أو نعده أمرًا هينًا، مشكلة الفكر التعليمي لم نتوصل لحلها بعد وكم من فكرة جديدة تفشل ولم تُثمر بأي شئ!.
يتوزع الطلبة على مدارس حكومية على درجة كبيرة من الإهمال، مدارس خاصة ذات أموال طائلة ودروس خصوصية ونظام فترات وتعتمد بشكل كبير على المادة! وكأننا في تنافس من يدفع أكثر ومن يُحفِظ الطالب أكثرمتناسين أن ذلك العلم يُفهم ويُحفظ ويُحب حتى يُمارس بإتقان.
التعليم التعليم!.. مازال كل شئ والأساس لأي نهوض والتنمية لأي فكر.. إذا أردنا تحديث النظم فلابد من وضع أمرها بشكل صحيح يُنمي لا يُحطم الفكر.
لذا نناشد باتباع سياسة نظيفة للتعليم.. بإعادة وضع المناهج بشكل صحيح والتزام الطلبة والمدرسين بحضور المدرسة، تأهيل المدرسين المجتهدين والقادرين على توصيل المعلومة للطالب وليس التلقين، محاولة القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية على قدر المستطاع ، توافر أنشطة بالمدارس تكشف مواهب الطلبة الحقيقية، تمنية ثقافة الطلبة بالحث على التطَّلُع ووضع قوانين تمنح خصوصية الطالب واحترامه وفي نفس الوقت احترام المعلم ومكانته ودعوة الأهالي والتنبيه على مساعدة المدرسة والمدرس باتباع بعض التعليمات التي تهيئ حياة سوية لأبنائهم وندفعهم للأمام وليس للخلف!.