أحمد عزيز يقدم قراءة ثقافية في كتاب " الدين والإعلام "
قدم الدكتور أحمد عزيز الباحث في النقد الأدبي والأدب المقارن مورفولوجية وقراءة ثقافية في كتاب " الدين والإعلام في سوسيولوجيا التحولات الدينية " للكاتب المغربي رشيد جرموني الصادر مع مجلة الفيصل السعودية عدد شهر مايو.
أكد الباحث أحمد عزيز أن هذه الدراسة تأتي حول الإعلام الديني، لتسلط بعضًا من الأضواء على هذا المشهد المعقد والمركب، باعتماد مقاربة تنهل من حقل السوسيولوجيا ( علم الاجتماع )، وبشكل خاص علم الاجتماع الديني.
وأشار الباحث أن الفصل الأول جاء لتقديم تصور أوليّ عن مفهوم الإعلام الديني: الجذور والانتشار والسياق. حيث إنه مع التحولات التي نشهدها في عالمنا المعاصر، تحول التلقي للقيم الدينية من اللقاء المباشر إلى معانقة الخطابات التلفيزيونية عبر القنوات الفضائية، وبعدها تحول التلقي والاستمداد والتفاعل إلى عالم الإنترنت؛ بكل ما يحويه من معلومات وقيم ورموز ومعانٍ واتجاهات.
في حين جاء الفصل الثاني على حد قول الباحث؛ للحديث عن الإعلام الديني وسوق الاستهلاك الرمزي، وذلك عبر التركيز على الحضور الإحصائي للقنوات الفضائية التي تبث في العالم العربي والإسلامي، ومن جهة أخرى ركز الكتاب على نتائج دراسة ميدانية في علم الاجتماع الديني، وعرض وتحليل النتائج الميدانية التي توصل إليها في علاقة الشباب بالإعلام الديني، وكيف يستفاد من هذه القنوات، وما القنوات المفضلة لديه، ونوعية البرامج التي تستأثر باهتمامه، وكذا التمظهرات التي تطرأ على سلوكيات المتدين جراء تدخل الوسيط الإعلامي.
أما الفصل الثالث فقد عالج فيه الكتاب، مفهومًا جديدًا ظهر في الآونة الأاخيرة، وهو " الدعاة الجدد " كتعبير عن فاعلين جدد، أفرزتهم الثورة التكنولوجية، وعملوا على مزاحمة الفاعلين الدينيين القدامى، وكل المؤسسات الدينية الرسمسة وغيرها.
ويمكن القول: إن الفصل الرابع، يشكل رابطة العقد في الدراسة، نظرًا لتركيزه الاهتمام، على مفهوم التدين بين الواقعي والافتراضي ( عالم الإنترنت ) وما أحدثته من تحولات بل ثورات في المشهد الديني، برمته. مؤكدا الباحث حسب تعبيرات المؤلف أن الذين تملكوا هذه التقنيات الحديثة، استطاعوا امتلاك جزءًا من هذا الفضاء الديني الخطير الذي له تدعايات كثيرة على كل المجتمعات والأجناس والديانات، ونقصد تحديدًا الفاعل الديني الإرهابي الذي حول الدين إلى مجال لمباشرة ما أصبرح يعرف بالجهاد المقدس وبالحرب المقدسة.
أوضح " عزيز " أن الكتاب توقف في الفصل الخامس والأخير عند، مسألة الفتوى الفضائية الإلكترونية وعلاقاتها الوطيدة بالإعلام الديني، وكيف زاحمت المؤسسات الرسمية للافتاء، وحولت المشهد الديني إلى مجال للفوضى والاحتراب الفقهي والمذهبي والعقدي.