قراءة في كتاب " الثورة الرقمية... ثورة ثقافية " لريمي ريفيل
قدم الدكتور أحمد عزيز الباحث في النقد الأدبي والأدب المقارن قراءة ثقافية لكتاب " الثورة الرقمية ... ثورة ثقافية "للكاتب والمفكر ريمي ريفيل، ترجمة سعيد بلمبخوت ومراجعة الزواوي بغورة، الصادر مؤخرًا عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، وقد جاء الكاتب في سبعة فصول .
أكد الباحث أحمد عزيز أن ريفيل تحدث في مدخل الكتاب عن التطور والتوسع الهائل الذي تعرفه شبكات الاتصال ما ساعد على انتشار المعلومة وسرعة التفاعل معها، حيث تغير الواقع وظهرت مستجدات فرضت نفسها بسبب الثورة الرقمية، اجتماعيًا وثقافيا واقتصاديا وسياسيًا وعلميًا.
في الفصل الأول المعنون ب ( الرقمي: التكنولوجيا الجديدة واستعمالاتها ) تطرق هنا للفظة الرقمي، حيث أكد أنه لا يمكن اختزاله في تقنية بسيطة، بل بالنظر إليه على أنه ابتكار له قيمة كبرى، معتبرًا أن العصر الرقمي قد أعلن انطلاق عملية حضارية حقيقية ترتكز على كفاءات جديدة، وقيم جديدة.
الفصل الثاني تمحور حول ( ثقافة المرئي والتوصية: السوق الرقمية) أشار فيه إلى التغير الحاصل، فوسائل الإعلام التقليدية زمنها قد تولى، وأصبحنا اليوم أمام سوق رقمية.
أما الفصل الثالث، فقد تمحور حول ( ثقافة تعبيرية وعلائقية: حضور ترابطي) وفيما يخص الفصل الرابع جاء فيه الحديث عن ( الثقافة التعاونية والتطورية: الوفرة الإبداعية) والفصل الخامس جاء بعنوان ثقافة مكتفية ومتعددة الأصوات: كتابات على الشاشة) والفصل السادس حمل عنوان ( ثقافة المعلومة في الوقت الراهن: انعطاف في الاستخدامات) والفصل السابع والاخير: تطرق فيه لــ ( ثقافة تشاركيه، جديدة ومواطنة: نحو ديمقراطية إلكترونية).
وأشار الباحث في هذه القراءة أن ريفيل خلص أخيرًا إلى أن التكنولوجيا الرقمية، خصوصًا في الميدان الثقافي، ليست سوى انعكاس للاستعمال الذي يقوم به المرء، ولا يمكن أن تحلل بمعزل عن الفاعلين الذين يمتلكونها، ومن المؤكد أنها تضع حدًا لعدم المساوة فيما يتعلق بالاستعمال، ولم تخفِ سوء التفاهم بين البشر، ولم تقلص النزاعات، لكنها وسعت التفاهم بشكل ملموس إطارنا الزمكاني، ووفرت لنا ولوجًا غير محدد إلى المعارف، ورفعت قدرتنا على التبادل والمشاركة، فهي إذَا تحاول تغيير تصورنا للعالم، بعيدًا عن كل القيود.