مناقشة رواية "اللون العاشق" للروائي المصري أحمد فضل شبلول بعمّان الثلاثاء 17 سبتمبر
يقيم منتدى الرواد الكبار بالعاصمة الأردنية عمّان مساء الثلاثاء 17 الشهر الجاري ندوة لمناقشة رواية "اللون العاشق" للشاعر والروائي المصري أحمد فضل شبلول والتي صدرت عن دار الآن ناشرون وموزوعون بعمّان. يتحدث في الندوة الكاتب والناقد التشكيلي حسين نشوان ويدير اللقاء الكاتبة الأردنية سحر ملص. ويحضرها عدد من الأدباء والفنانين التشكيليين الأردنيين إلى جانب المؤلف.
يذكر أن رواية "اللون العاشق" تشكِّل تأريخا فنيا وجماليا وإنسانيا لسيرة الفن التشكيلي، حيث ينسج الروائي قماشته الفنية من المجتمع السكندري المترع بأجواء الجمال الطبيعي، والذي يجئ كخلفية تتحرك عليها سيرة الفنان التشكيلي الرائد محمود سعيد مع لوحاته وألوانه وموديلاته وعلاقاته داخل وسطه القضائي والثقافي والسينمائي، وأيضا الأوساط الاجتماعية المختلفة حيث كان يلتقي بموديلاته، فتتشابك وتتداخل حكاياته مع لوحاته، مع الفنون العالمية ورموزها الكبار المؤثرين على المشهد المصري والعالمي والأجواء الإنسانية داخل المجتمع السكندري.
يجسد الروائي ثقافة الفنان محمود سعيد وفلسفته ورؤيته الفنية وأحاسيسه والمؤثرات التي ألقت بظلالها على ريشته وألوانه وشخصياته وعوالمه والتي انعكست واضحة في لوحاته وأحاديثه عن رموز الفن التشكيلي العالمي وشروحاته للوحاتهم الأشهر مثل الفنان الإيطالي جورجو بارباريللي والرسام الانجليزي جوشوا راينولدز والإيطالي أنطونيو جواردي ووليام هوجارث والإيطالي جيمس برادييه والأمريكي إداورد هوبر وغيرهم، ويتكشف ذلك عبر أسلوب سردي مشوق تتجلى متعته مع قصص لوحاته، كلوحته "ذات الجدائل الذهبية"، ولوحة "الدراويش" التي رسمها بالألوان الزيتية عام 1929 ولوحة "الجزيرة السعيدة" التي رسمها عام 1927 وصور فيها الريف المصري، وشخصياتها مثل قصة الفتاة حاملة الجرّة التي رسمها عام والفتاة السمراء "ذات الرداء الأزرق" التي رسمها عام 1927، ولوحة "السابحات" التي رسمها عام 1934، وأخير النساء بطلات لوحته الشهيرة "جميلات بحري" التي تقوم عليهن الرواية، وهن من "بنات بحري" في الإسكندرية.
يلتقي الفنان أولا بإحداهن؛ "حلاوتهم" ابنة المعلم الجزار الصياد الشهير الذي أخذه البحر غيلة، والمطلقة من رجل لم يستطع القيام بواجباته الجنسية، وهي التي يقرر الفنان "لقد نذرت نفسي وألواني وخطوطي وفرشاتي وزوايا رؤيتي لهذا الجسد الذي سأخلق منه أجسادا متنوعة ووجوها معبرة، وإيماءات بارعة، سأجعله يجسد رحلة الجمال المصري ويختصر كل الرسوم والإشارات الموجودة على الأحجار والمسلات الفرعونية. سوف أدع مرآة التاريخ تنير لي درب المستقبل، فمعي سر الألوان الفرعونية التي تجسدت على شفاه ميريت، سأمنحها إلى شفاه حلاوتهم التي لا تعرف حساسية تلك الشفاه المكتنزة بعد".
المرأة الثانية تأتي في صحبة "حلاوتهم" في أول لقاء لها مع الفنان في الآتيليه الخاص به، وهي "ست الحسن" الصعيدية التي أحبت فغدر بها حبيبها فور فراره من قسوة والده إلى الإسكندرية، فتزوجت أخيه واشترطت عليه أن يسكن بها الإسكندرية.
والمرأة الثالثة "جميلة" وهي ممثلة مسرح يلتقيها الفنان أثناء لقاء له مع أصدقائه المخرج محمد كريم والكاتب المسرحي توفيق الحكيم ومحمود عبدالوهاب في كازينو جروبي الشهير بوسط القاهرة، حيث كان الفنان قد صحب "حلاوتهم" و"ست الحسن" ليراهما المخرج محمد كريم إن كان يصلحان للعمل بالسينما. ونعرف من سياق الأحداث أيضا أن "جميلة" يهودية انفصلت عن زوجها، وتعيش مع والدها، وتربطها علاقة مع ليليان أو ليلى مراد ابنة المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي.
إن هذا الثلاثي "حلاوتهم" و"ست الحسن" و"جميلة" يضاف إليهم "همام" أخو ست الحسن (وكان اسمها توحيدة قبل عيشها في الإسكندرية) وبطلات أخريات للوحاته ثم وكيلة الفنانين في لندن وباريس تقوم عليهم الأحداث البارزة داخل سيرة الفنان دون أن يؤثر ذلك على النسيج العام للرواية المشغولة في جوهرها بحوار الفن والفنان مع عالمه التشكيلي، ولكن كان لا بد من عنصر التشويق في الرواية، ومن ثم خلق علاقات حب وخيانة وجريمتي قتل، الأولى لحسان حبيب ست الحسن الأول، وثانيا لحلاوتهم ويكون الفنان متابعا لها.
تتوقف أحداث الرواية عند العام 1935 وهو العام الذي رسم فيه الفنان محمود سعيد أشهر لوحاته وهي "بنات بحري" أو "جميلات بحري".