سليمان عبدالمالك يتناول دراما الجاسوسية في أولى حلقات الموسم الجديد من "ليل داخلي" على "إينرجي"
تناول السيناريست محمد سليمان عبدالمالك، أعمال الجاسوسية في الدراما المصرية والعالمية، بعد النجاح والجدل الكبير الذي حققه فيلم "The Spy" على منصة "نتفلكس"، وذلك خلال أولى حلقات الموسم الرابع من برنامج "ليل داخلي" على راديو "إينرجي"، والذي يقدمه محمد سليمان عبدالمالك وهيثم دبور وأحمد مراد، أيام الأحد والاثنين والثلاثاء على الترتيب، من 8 لـ 10 مساءً.
وقال عبدالمالك، إن مسلسل "The Spy" من بطولة ساشا بارون كوهين، الممثل الشهير بدوره في فيلم The Dictator مكون من 6 حلقات صدروا على منصة "نيتفلكس" في 6 سبتمبر الماضي، وهو مأخوذ عن كتاب فرنسي اسمهThe Spy Who Came From Israel .
وأوضح أن المسلسل يتناول قصة واحد من أشهر الجواسيس الإسرائيلي، إيلي كوهين الذي يرقى لديهم إلى مرتبة البطل القومي، وهو من يهود مصر وولد وتربى في مصر، مشيرا إلى أنه بقيام ثورة 1952 خشى اليهود من صعود الضباط إلى قمة السلطة خصوصا بعد هزيمة 1948.
وتابع أنه عام 1954، بدأ شباب إسرائيليون، ومنهم إيلي كوهين، زراعة متفجرات في سينمات مصرية، وبعد أكثر من انفجار تمكنت السلطات المصرية من القبض على هؤلاء الشباب كما أخذت الحكومة اعترافات من التنظيم بأنهم خططوا لعملياتهم بإشارة من "لافون" وزير الخارجية الإسرائيلي في ذلك الوقت، لكن "إيلي كوهين"، الذي كان واحدا من المخططين والمنفذين في هذه العمليات، تمكن من الهروب بجواز سفر مزور باسم "جون دارلنج"، واستقر في إسرائيل كموظف حسابات بأحد المحلات الكبرى.
وأردف عبدالمالك، أن اختيار الموساد وقع على "إيلي كوهين" لكي يكون جاسوسهم لدى سوريا، لينقل معلومات عسكرية إلى جانب معلومات متعلقة بالأمن المائي، وبالفعل أرسل "إيلي" إلى سوريا بشخصية مواطن عربي سوري اسمه كمال أمين ثابت، الذي يسافر إلى الأرجنتين أولا ليتعرف على أمين الحافظ، القيادي في حزب البعث، والذي صار فيما بعد رئيسا لسوريا.
وأكد على أن المسلسل يقدم كيفية صناعة الجاسوس بنفس الطريقة التي صنعتها مصر منذ 30 عاما في مسلسل "رأفت الهجان" المأخوذ عن رواية صالح مرسي "كنت جاسوسا في إسرائيل"، ومن قبلها "دموع في عيون وقحة"، لافتا إلى أن المسلسل يشرح كيفية صناعة جاسوس إسرائيلي "بالمقاس"، مشددا على أن المسلسل يقدم نموذجا ملائكيا للإسرائيلي، بينما يشيطن الآخر المتمثل في الجانب العربي.
وأوضح أن "إيلي كوهين" أثبت نجاحه وصنع علاقات وطيدة لدرجة ترشحيه لمنصب نائب وزير الدفاع السوري، وبالفعل كان على وشك اقتناص المنصب قبل أن يتم كشفه وإعدامه في ميدان عام، مشيرا إلى أن الإسرائيليين قالوا إن "إيلي" كان واحدا من أهم أسباب نجاح ضربة 1967 المفاجأة.
وقال عبدالمالك إن صانع المسلسل، هو جدعون راف، المنتج الأمريكي الإسرائيلي، وهو صاحب أعمال شهيرة مثل مسلسل Home Land الذي يتحدث عن الجاسوسية أيضا، من خلال جندي أمريكي عائد من العراق يعامل كبطل، لكنه في الحقيقة جاسوس لصالح تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى فيلم The Red Sea Diving Resort، والذي يحكي قصة عملية شهيرة للموساد الإسرائيلي تم فيها إنقاذ ونقل آلاف اليهود الإثيوبيين ونقلهم من إثيوبيا إلى إسرائيل في نهاية السبعينات، من خلال تأجير منتجع سياحي في السودان ونقلوا عبر البحر مئات اللاجئين اليهود الإثيوبيين.
وتابع أن الدراما الإسرائيلية تجاوزت مفهوم الانتصار، ومن فاز بمعركة الجاسوسية، إلى مفاهيم مختلفة عن السلام والتسامح من أجل التطبيع المستقبلي، وهي تقدم ذلك من خلال أعمال فنية ودرامية ترسخ في الأجيال الجديدة مفاهيم جديدة عن الصراع.