"٤٢ بهجت على".. معرض الفنانة هنا السجيني
تفتتح الفنانة هنا السجيني أحدث معارضها في جاليري الزمالك "٤٢ بهجت على" وذلك يوم ١٧ نوفمبر الساعه ٧م.
استوحت الفنانة اسم المعرض من عنوان المنزل الذي قضت فيه طفولتها وتقدم فيه نماذج لأجزاء مختلفة في هذا المنزل. تشارك هنا السجيني المشاهد ذكريات طفولتها ومراهقتها ولذلك اختارت بعناية فائقة كل القطع التي قررت محاكاتها بحيث يمكن وضعها في المساحة المتاحة بالقاعة. جدير بالذكر أن القاعة ذاتها كانت منزلاً في الماضي.
تستخدم هنا السجيني منحوتات خشبية بالحجم الطبيعي لتأخذنا في رحلة لمنزل طفولتها في تسعينيات القرن الماضي ويحتل هذه العقد أهمية خاصة بالنسبة للفنانة حيث شهد طفولتها ومراهقتها وكذلك طفولة ومراهقة أصدقائها من نفس الجيل.
يأتي استخدام هنا للألوان الزرقاء الأحادية ليعبر عن حاجتها للتواصل مع مكونات العمل الفني المركب الذي تقدمه وكذلك إلقاء الضوء على العلاقة بين هذه المكونات. اقتصر استخدام الألوان على بضعة درجات للأزرق الفارسي الهاديء فيعبر عن رغبتها في تقليل التشويش الذي يمكن أن ينتج عن تنوع الألوان مما يسمح للمشاهدين بالغوص في ذكريات طفولتها واستراجع ذكرياتهم معها.
تتبني هنا السجيني في هذا المعرض منظور طليعي مما يتضح في توظيف الخداع البصري وكذلك الصوت والإضاءة فهي تريد حث المشاهدين على الانغماس في العمل ثنائي الأبعاد والتوحد مع التجربة المصاحبة له. تقدم الفنانة في هذا العمل زوايا متنوعة للمنظور بحيث تأخد المشاهد في تجربة بصرية أشبه بالحلم... تجربة تعبر فيها بطريقتها الخاصة عن الشعور بالحنين للماضي.
تتناول هنا السجيني في هذا المعرض تلك الرغبة الإنسانية الفطرية في العودة للطفولة... العودة للمكان والزمان اللذين تحولا لذكرى حالمة وللأيام الخوالي بكل ما تتضمنه من ذكريات جميلة وأوجاع مصاحبة للانتقال من الطفولة إلى النضج. تتعامل الفنانة مع منزل الطفولة على أنه موقع للتنقيب حيث يتم فيه اكتشاف أحداث غيرت حياتنا وذكريات شكلت وعينا. من خلال زيارة ذلك "الموقع" مرة أخرى نعيد تعريف أنفسنا ونتمكن من توديع تلك المرحلة من حياتنا بالشكل الذي نرغبه.
يقدم هذا المعرض تجربة فنية غير عادية.
ويستمر المعرض حتى ٧ ديسمبر ٢٠١٩