أكتيمرا.. حقنة "عاصفة كورونا المناعية" تختفي من الأسواق
عاصفة السيتوكين" أو "العاصفة المناعية" مصطلح ظهر تزامنًا مع انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، بعدما ربطت آراء طبية كثيرة بينه وبين تزايد معدلات الوفاة، الأمر الذي دفع الأطقم الطبية لاستخدام أدوية وعقاقير لمواجهة هذه العاصفة ومنع حدوثها.
ويعد عقار "أكتيمرا" وهو عبارة عن حقنة تعطى للمرضى، واحدًا من أهم العقاقير المستخدمة لمواجهة "عاصفة السيتوكين"، ولهذا جرى ضمه مؤخرًا لبروتوكولات علاج الحالات شديدة الإصابة بفيروس كورونا بعد تحقيقه نتائج ومؤشرات جيدة في التجارب الأولية على المرضى، وحاليًا يخضع العلاج للتجارب السريرية شأنه شأن الكثير من الأدوية الأخرى.
المثير في الأمر هنا أنه تزامنًا مع ضم "أكتيمرا" لبروتوكولات علاج "كورونا" بدأت الصيدليات تعلن عدم توافرها، لا سيما أن وجودها أصبح قاصرًا فقط على المستشفيات الحكومية ومنافذ توزيع الشركة المصرية للأدوية، هو ما تسبب في ظهور "سوق سوداء" تباع فيها الحقنة بأضعاف ثمنها، وخلال الأيام الماضية توفيت حالات مصابة بالمرض أثناء البحث عن الحقنة نظرا لأهميتها الشديدة فضلا عن التوقيت اللازم لإعطائها للمريض.
وفى هذا السياق قال الدكتور على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية: "أكتيمرا" دواء مثبط للمناعة؛ لعلاج الأمراض المناعية أشهرها الروماتويد وبعض أنواع السرطان، واتضح بعد إخضاعه لتجارب عدة أنه يمكن له مواجهة ما يسمى بـ "عاصفة السيتوكين" التي يتسبب فيها فيروس "كورونا"، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي مريض أن يحصل عليه دون إشراف طبيب.
والدواء يوجد منه تركيزان ٢٠٠ بمبلغ ٣٦٠٠ جنيه، وتركيز ٤٠٠ يبلغ سعره ٦٦٠٠ جنيه، وكلاهما غير متوافر في الصيدليات، وتم قصر توفيره على المستشفيات الحكومية بجانب كميات قليلة في صيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية.
وقال الصيدلي أيمن مختار: الدواء حاليا غير متوفر في الصيدليات الأهلية، وبحثت عنه كثيرا لعدد من المرضى لكننى لم أستطع الحصول عليه، والحقنة تتمثل أهميتها في منع العاصفة المناعية التي تحدث للجسم المصاب بفيروس كورونا حيث يهاجم جهاز المناعة الجسم ويسبب فشلا للأعضاء.
وحقنة "أكتيمرا" تعتبر منقذة للحياة ولا غنى عنها، كما لا يوجد بديل لها، والشركة المصرية لتجارة الأدوية كانت توزع تلك الحقنة على الصيدليات، وعندما بدأت أزمة كورونا منعت الشركة المصرية توزيعها في الصيدليات.
واقتصر التوزيع على فروع الشركة المصرية، كما أوضح أن هناك مريضا ظل يبحث عن الحقن حتى في السوق السوداء ولم يجدها، ومريضا آخر ظل من ١ ظهرا حتى الثانية ليلا في طابور أمام صيدلية الإسعاف لشراء الحقنة وتوفي قبل أن يحصل عليها، لا سيما أن الحقنة لها وقت محدد يجب أن يحصل عليها المريض في الوقت المناسب قبل تدهور الحالة، وأغلب من يحصلون عليها يكونون داخل غرف الرعاية المركزة حتى لا تزيد العاصفة المناعية.
وحال زيادة تدهور الحالة لا تصبح للحقنة أي جدوى ولا تؤثر في الجسم بعد أن تتلف أعضاء الجسم، والحقنة قبل أزمة كورونا لم يكن عليها طلب كبير وكانت متوفرة وتستخدم في علاج الجلطات والأمراض المناعية.
وكشفت مصادر بالشركة المصرية لتجارة الأدوية أن عقار "أكتيمرا" يتم استيراده من شركة سويسرية ويتوفر في صيدليات الإسعاف والشكاوى وتتوافر منه كميات يومية في حدود من ٣٠ إلى ٤٠ عبوة تباع جميعها، والضغط الشديد في سحب المستحضر تسبب في نقصه، كما أن معدلات استخدامه زادت بعد أزمة كورونا.
وهناك شروط يجب توافرها فيمن يريد الحصول على العقار، منها توفير أصل روشتة طبية حديثة وصورة بطاقة المريض ضمانا لوصول العبوة للمستحقين وعدم صرفه أكثر من مرة لنفس الشخص، وللأسف هناك من بدأ في استغلال الأزمة من تجار السوداء، عن طريق توفير المستحضر مهربا من الخارج غير مسجل ومصرح بتداوله ولم يخضع لأي تحليل أو رقابة بمبالغ تصل إلى ١٤٥٠٠ جنيه.