ابراهيم ربيع يكتب.. تنظيم الاخوان الاجرامي والمستقبل
جاءت احداث يناير 2011 وكشف التنظيم عن حقيقته التآمرية وتخلى عن التقية السياسية التي ظل يمارسها طوال 90 عاما من التستر خلف الدين والمزايدة على الشعب وتمكن التنظيم من راس الدولة المصرية واصابه السعار في التمكين من مفاصل الدولة
ولكن جاء زلزال 30 يونيو 2013 الذي ضرب مركز التنظيم في مصر واصاب التنظيم بالتصدع والتشظي وتحولت المعركة مع الشعب المصري وهنا جاء العد التنازلي لنهاية التنظيم واصبح التنظيم محاصر وتفرغ الى الداخل التنظيمي العفن وتفجرت المشكلة تلو الاخرى.
تنظيم الاخوان يحمل بذور فنائه من التمييز الطبقي والعنصري والفساد المالي والاخلاقي لكن كانت القطعان مشغولة بالاخر اي كان الاخر والمزايدة عليه وممارسة الاستعلاء الايماني والاخلاقي عليه وعندما نراجع صفحات اللجان الالكترونية نجد محتواها التخديري الالهائي لقطعان السمع والطاعة التنظيمية
في 2017 .. المرشد بديع يعترف بالإنقسامات الداخلية ويطالب الصف بالتماسك
في مارس 2017، أعترف المرشد العام السابق للجماعة محمد بديع، ضمن رسالة قام بتوجيهها من السجن إلى أنصاره، بأن الجماعة باتت تعاني من انشقاقات أساسية.
تنافس الدول الراعية والممولة والساعية لتوظيف قد تدعم وتزيد الانقسام الحاد وهي مرحلة قد تطيح بالهيكل القائم للإخوان، وتحيلهم إلى حالة أكثر هشاشةً وانهيارًا.
تسعى تركيا إلى تشكيل مكتب الإرشاد في أنقرة بشكل منفرد عن التنظيم الدولي، أو الوصول إلى صيغة مع التنظيم الدولي تجعل أردوغان هو المسيطر على التنظيم المحلي للإخوان في مصر، وذلك في إطار سعى أردوغان للسيطرة على جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وتحويلها إلى أرصدة في مفاوضاته وابتزازه لدول الشرق الأوسط.
ومن سخرية القدر من تنظيم الاجرام الاخواني ان ياتي اليوم الذي يسجل حربًا أهلية داخل أجنحته ومكاتبه، والهتاف الداخلي الان الشعب يريد اسقاط المرشد إبراهيم منير بعد سنوات ما يعني عمليًا ان تنظيم الاخوان قد انكب للداخل وبدأ في التآكل الذاتي بتفكيك مفاصله في حرب تكسير بين أجنحة التنظيم الإرهابي.
الضربات الأمنية المتلاحقة والتصدع الجاري بين محور انقرة – الدوحة على القيادة الشاملة لهياكل التنظيم ورسم خطابه الإعلامي بمثابة ضربة تسببت في شلل عقل الجماعة.
بات جسم الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان بلا رأس حقيقية على الأرض، ما يجعل أنقرة التي كانت تتحكم في مفاصل الجماعة وابقائها قيد الحياة نظريًا وعمليًا، تعيد حسابتها في إعادة استخدام وتدوير الخلايا النوعية للجان المسلحة، كونها قد تحمل في طياتها مزيدًا من الانكشاف وتعطي الفرصة مواتية للأجهزة الأمنية المصرية لتسديد ضربات أعمق قد تجهز علي عناصر الهيكل التنظيمي المتداعي والذي دخل في حالة كمون وموت دماغي.