حسام الحداد وفضح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في كتاب جديد
يصدر قريبا عن مركز إنسان للدراسات كتاب " التنظيم الدولي للإخوان.. والضغط على الانظمة والشعوب العربية" للباحث في شئون الحركات الإسلامية حسام الحداد، وكما صرح الكاتب بأنه تناول في هذا الكتاب المراكز الفكرية والاجتماعية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان على مستوى أوروبا والغرب وكيف تم استخدام هذه المراكز للضغط على الحكومات والشعوب العربية لخدمة مصالح الدول المتواجد بها مراكز هذا التنظيم.
وقال الحداد: تعتبر جماعة الإخوان المسلمين الجامعات والكليات ،حيث التجمعات الشبابية، ساحة خصبة لنشر أفكارها وتدعيم نفوذها، لبعد تلك المؤسسات عن الأجهزة الأمنية واستقلالها عن باقي المؤسسات السياسية والحكومية، فتستغل تلك الوضعية من أجل تنظيم مؤتمراتها وفعالياتها في الجامعات المحلية والعالمية لتهييج وتحريض الرأي العام المحلي والدولي ضد الأنظمة والحكومات العربية.
ولجأت جماعة الإخوان إلى الجامعات المنتشرة في دول الغرب، خاصة في الجامعات التى يتواجد بين طلابها جاليات عربية واسلامية، ورصدت جماعة الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية أموالاً طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية تكون مهمتها التنسيق مع بعض الجامعات الغربية وخاصة البريطانية والأميركية من أجل عقد ندوات ومؤتمرات للوفود الإخوانية التي تزور تلك الدول، وذلك من خلال ثلاثة تشكيلات دولية وهي: الائتلاف العالمي للحقوق والحريات، والائتلاف المصري الأميركي من أجل الشرعية، والائتلاف العالمي للمصريين في الخارج من أجل الديمقراطية، وجميعها تسعى إلى هدف واحد وهو التحريض ضد الحكومات العربية التي صدت المشروع الإخواني المدمر في المنطقة ومنعت الإخوان من تحقيق أهدافهم الوصولية وتدمير الشعوب العربية، أي أن هدف هذه التشكيلات الثلاث هو الانتقام من الأنظمة والشعوب العربية على حد سواء.
ولتسهيل مهمة عقد الندوات والمؤتمرات التحريضية في الجامعات الغربية، استخدمت جماعة الإخوان عدداً من مراكز الأبحاث الأميركية، لما لها من علاقات قوية ببعض الجامعات الأميركية والأوروبية، واشترت بعض القائمين على هذه الأبحاث من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، واستخدمت المال السياسي في توجيه بعض الكتاب والباحثين العاملين في المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية المنتشرة في الدول الغربية.
ويقول المراقبون إن المواضيع التي تروج لها مؤتمرات الإخوان في تلك الجامعات تتنوع بين المواضيع التحريضية على الأنظمة العربية وخاصة مصر، وبين مواضيع تخص مستقبل التنظيم السياسي، وتحاول جماعة الإخوان أن تظهر صورة حضارية لأفكارها أمام طلاب الجامعات الأجنبية بعد أن انكشف زيف أفكارهم أمام الشعوب العربية، وتسعى إلى إقناع بعض المؤسسات الضاغطة في الدول الغربية بسلمية أنشطتها وقدرتها على التأثير من خلال تقديم تنازلات تسهم في تحقيق المشروع والمصالح الغربية في الشرق الأوسط لكسب التأييد والدعم المالي والسياسي من قبل الحكومات الغربية، وتستخدم هذه المراكز المؤسسات من أجل تسريب التقارير المفبركة وإيصالها إلى صناع القرار للتأثير عليهم بما يصب في مصلحة المشروع الإخواني الوصولي.
ولا شك ان اللجوء الإخواني للغرب ليس بالجديد كما جاء في مقدمة هذه الوقة البحثية، بل إن التاريخ يشهد ممارسات مماثلة منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، إذ بقيت الدول الأوروبية ملجأ لقيادات الإخوان ووكراً لإعداد الخطط ورسم السياسات التي ستنفذ داخل الأقطار العربية، ومركزاً لتأليب الرأي العام العالمي ضد الحكومات العربية الرافضة للفكر الإخواني، من خلال اعتماد أساليب لتشويه صورة تلك الحكومات بالخارج وتحريض الغرب عليها لإحراز مكاسب سياسية خاصة بالتنظيم الإخواني.
وفي المقابل، توظف الحكومات الغربية جماعة الإخوان المسلمين ومؤتمراتهم لخدمة مصالحها في خلق مزيد من الانقسامات في المجتمعات العربية، وشق الطريق أمامها لترسيخ الحضور في العالم الإسلامي، وترى في جماعة الإخوان المسلمين أداة للضغط على الأنظمة والشعوب العربية في آن واحد، وقد رأينا ذلك جلياً في السياسة الأميركية المتبعة مؤخراً من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الحكومة المصرية الجديدة عندما سقطت جماعة الإخوان بإرادة شعبية.