لكل من أصابته شدة وضيق في الحال.. ردد هذا الدعاء مجرب ونتيجته على الفور
كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، عن دعاء مجرب لكل من أصابه شدة وضيق في الحال.
وقال "جمعة" عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " إنه يُروى أن أعرابيًا شكى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- شدة لحقته ، وضيقا في الحال ، وكثرة من العيال.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: فقال له : عليك بالاستغفار ، فإن الله تعالى يقول : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }، [سورة نوح: الآيات 10: 12].
وتابع: فعاد إليه وقال: يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيرًا ، وما أرى فرجا مما أنا فيه، قال: لعلك لا تحسن أن تستغفر، قال : علمني.
وواصل " قال: أخلص نيتك وأطع ربك وقل : " اللهم إني أستغفرك من كل ذنب ، قوي عليه بدني بعافيتك ، أو نالته يدي بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك ، أو اتكلت فيه ، عند خوفي منه ، على أناتك ، أو وثقت فيه بحلمك ، أو عولت فيه على كرم عفوك ، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي ، أو بخست فيه نفسي ، أو قدمت فيه لذتي ، أو آثرت فيه شهوتي ، أو سعيت فيه لغيري ، أو استغويت فيه من تبعني ، أو غلبت فيه بفضل حيلتي ، أو أحلت فيه عليك يا مولاي ، فلم تؤاخذني على فعلي ، إذ كنت سبحانك ، كارها لمعصيتي..
واستكمل: لكن سبق علمك في باختياري ، واستعمالي مرادي وإيثاري ، فحملت عني ، لم تدخلني فيه جبرا ، ولم تحملني عليه قهرا ، ولم تظلمني شيئا ، يا أرحم الراحمين ، يا صاحبي عند شدتي ، يا مؤنسي في وحدتي ، ويا حافظي عند غربتي ، يا وليي في نعمتي ، ويا كاشف كربتي ، ويا سامع دعوتي ، ويا راحم عبرتي ، ويا مقيل عثرتي ، يا إلهي بالتحقيق ، يا ركني الوثيق ، يا رجائي في الضيق ، يا مولاي الشفيق ، ويا رب البيت العتيق ، أخرجني من حلق المضيق ، إلى سعة الطريق ، وفرج من عندك قريب وثيق ، واكشف عني كل شدة وضيق ، واكفني ما أطيق وما لا أطيق ، اللهم فرج عني كل هم وكرب ، وأخرجني من كل غم وحزن ، يا فارج الهم ، ويا كاشف الغم ، ويا منزل القطر ، ويا مجيب دعوة المضطر ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، صل على خيرتك محمد النبي ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وفرج عني ما ضاق به صدري ، وعيل معه صبري ، وقلت فيه حيلتي ، وضعفت له قوتي ، يا كاشف كل ضر وبلية ، ويا عالم كل سر وخفية ، يا أرحم الراحمين ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ".
وأردف الدكتور على جمعة: قال الأعرابي: فاستغفرت بذلك مرارا ، فكشف الله - عز وجل- عني الغم والضيق ، ووسع علي في الرزق ، وأزال عني المحنة.
من جانبه، نبه الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الإنسان لا يخلو من تقصير في صلاته؛ لهذا شرع له أن يستغفر ثلاثًا ثم يأتي بالأذكار الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وأضاف «عويضة»، في تصريح له، أن الاستغفار مطلوب من المسلم حتى بعد أداء العبادات والفرائض، ومن ذلك الاستغفار بعد الحج كما قال الله -تعالى-: «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ». (سورة البقرة: الآية 199).
ونصح مدير الفتوى، المسلمين بالإكثار من الاستغفار بعد شهر رمضان المبارك، والمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم والأذكار.
ونوه أنه ينبغي على المسلم أن يشكر الله تعالى على كرمه لأنه وفقه لأداء الطاعة والعبادات، ويكون ذلك بالإكثار من التسبيح والأذكار.
ماذا يفعل كثرة الاستغفار؟
يستحبّ للمسلم أن يكثر من استغفار الله –تعالى- في شتّى الأوقات، ويكون كثرة الاستغفار بصيغة أستغفر الله، وهي بمعنى سؤال العبد، وطلبه، ورجائه من الله –تعالى- أن يغفر له ذنوبه، وسيئاته، ويتجاوز عن معاصيه بكثرة الاستغفار، و كذا هفواته الّتي بدرت منه، وعن الأوقات الّتي قصرّ فيها عن عبادة الله بكثرة الاستغفار؛ فمن طبيعة النّفس البشريّة أنّها معرّضة لارتكاب الذّنوب لذا عليهم بمعرفة ماذا يفعل كثرة الاستغفار و فوائد كثرة الاستغفار.
ماذا يفعل كثرة الاستغفار؟
تعود توبة العبد إلى ربّه، واستغفاره عمّا ارتكب من أخطاءٍ في حياته على نفسه، وحياته، بفوائد جليلةٍ، وآثار عظيمةٍ، تنفعه، وتقوّيه، ومن فوائد وآثار الاستغفار ما يأتي:
١- القرب من الله -تعالى- وكثرة التّعلق به، فكلّما انشغل المسلم بذكر الله، زاد تقرّبه إليه.
٢- سببٌ في تفريج الكرب عن العباد، وانشراح صدورهم، وذهاب همومهم، وغمومهم.
٣- سببٌ في دخول جنّات النّعيم، والتّمتع بما أعدّ الله -تعالى- لأهلها؛ فكثرة الاستغفار تؤدّي إلى مغفرة صغائر الذّنوب، وكبائرها ، وهنالك اختلافٌ بين الفقهاء في هذا الأمر على النّحو الآتي:
- الشّافعية: يرون أن ّ الاستغفار إذا كان مقصد العبد فيه الانكسار، والافتقار، دون التّوبة فإنّه بذلك يكفرّ صغائر الذّنوب لا كبائرها المالكيّة.
- والحنابلة:يرون أنّه يكفرّ جميع الذّنوب، لا فرق بين الكبائر، والصّغائر.
٤- سببٌ في دفع البلاء الّذي قد يصيب الإنسان، كما أنّ بالاستغفار تحلّ الكثير من المشاكل، والصّعوبات الّتي قد تواجه الإنسان، ويصعب عليه حلّها.
٥- يعدّ الاستغفار نوعٌ من أنواع العبادات الّتي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، ومن هذه العبادات الدّعاء، فهو ينبثق منه، فمن يستغفر الله -تعالى- فكأنمّا يدعوه، خاصّةً إذا كان يصاحب ذلك الشّعور بالإنكسار، والافتقار، والتّذلل لله، والاستغفار في الأوقات الّتي تجاب فيها الدّعوات.
٦- إنزال الأمطار، والأرزاق عى العباد، وإنبات النّبات، قال تعالى:"وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا" ، وإمدادهم بالقوّة، والمنعة، قال تعالى:"وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ".
٧- منع نزول المصائب الّتي قد تصيب الإنسان، ودفع النّقم عنه.
٨- سببٌ في الشّفاء من كثيرٍ من الأمراض الّتي قد تصيب الإنسان، وهو سبب في دفع الفقر الّذي من الممكن أن يشعر الإنسان فيه، وسببٌ في تكثير المال، والولد.
٩- استحقاق، ونيل رحمة الله تعالى في الدّنيا، والآخرة، قال تعالى:"قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ".
١٠- سببٌ في تكفير الكثير من الأخطاء الّتي تحصل في المجالس بسبب الحديث، فمن يلزم الاستغفار بعد كلّ مجلسٍ يتواجد فيه فبذلك تكفرّ عنه سيّئاته في ذلك المجلس إن بدرت منه.
١١- سببٌ في النّجاة من النّار يوم القيامة، وفي المقابل نيل الدّرجات، وعلوّها في الجنان.
أسباب عدم تحقق أثر الاستغفار
قد يستغفر الإنسان كثيرًا، ليلًا، ونهارًا، ثمّ يتساءل في نفسه، ويتعجبّ من أنّه لا يجد أثرًا لاستغفاره في حياته، و يعود ذلك لعدّةٍ من الأسباب، منها :
١- التّلفظ بصيغ الاستغفار فقط بالقول، دون استشعار معناها في القلب، والصّدق في ذلك، فيكون مجرّد كلامٍ يتمّ التّلفظ به، دون رغبةٍ صادقةٍ في العودة إلى الله - تعالى- والتّوبة عما حصل.
٢- عدم تحقّق جميع شروط الاستغفار، فكما قلنا أنّه كعبادة الدّعاء وهذا يترتّب بأنّ له شروطٌ وموانعٌ، فإذا كان هنالك خللً في عدم تحقًق أثر الاستغفار فهذا يعني أنً هنالك خللً في تحقق الشًروط، وانتفاء الموانع.
٣- بعض أنواع الاستغفار تحتاج إلى استغفارٍ آخر، ويكون ذلك عندما يكون الإنسان قاصدًا باستغفاره معنى التّوبة عن المعاصي المرتكبة، فلا ينفع الاستغفار باللّسان فقط، إنّما وجب تحقّق شروط التّوبة الصّحيحة، ومنها الاقرار بالذّنب، وترديد ذكر الاستغفار كثيرًا.