قضت 5 سنوات في السجن ظلمًا.. حكاية فنانة هددها ضابط بهتك عرضها للاعتراف بقتل زوجها | صور
الفنانة حبيبة، أشهر ممثلة سجينة في مصر، أدركتها النجومية خلف القضبان، وذلك حين اتهمت ظلماً بقتل زوجها القطري، وأرغمت على الاعتراف بجريمة قتل لم ترتكبها، وشغلت قضيتها الشارع المصري في ذلك الوقت، وتناقلت أخبارها صفحات الحوادث، وارتدت ثوب السجينات في قفص الاتهام، وعوقبت بالسجن المشدد 10 سنوات، قبل أن تتوالى المفاجآت بالقبض على الجناة الحقيقيين، وكان ذلك عام 1998.
الفنانة حبيبة محمد سعيد سالم، ولدت في 28 سبتمبر 1976 بمحافظة الجيزة، وشاركت في العديد من الأفلام، منها "شباب تيك أواي"، و"رجل مهم جداً"، و"كان يوم حبك"، و"بهلول في اسطنبول"، كما ظلت حبيبة حبيسة أدوار ثانوية، وتطمح إلى الشهرة والنجومية.
أثناء مشاركتها في مسرحية "بهلول في اسطنبول" تعرفت على زوجها القطري الجنسية، عطا الله جعفر لأول مرة، وفوجئت به يرغب في التحدث معها، ويريد الزواج منها، وبعدها قررت الزواج منه شريطة أن يكون زواجاً سرياً، وذكرت أن والده كان يعلم بهذه الزيجة وكان أول المهنئين، وقالت حبيبة عن زواجها، أن حياتها معه كانت مستقرة، باستثناء فقط الخلافات البسيطة التي تحدث بين الأزواج.
ذكرت الفنانة حبيبة لحظات القبض عليها بعد وقوع الجريمة مباشرة، بقولها: "كنت أفطر أول يوم من شهر رمضان الكريم مع بعض صديقاتي في ستوديو تصوير، ثم فوجئت بالشرطة على الباب، وأخبروني أنهم يريدونني في كلمتين تاني، وماكنتش أعرف إن زوجي قُتل، ثم سألوني إنت قتلتي زوجك ليه؟ قلت لهم أكيد هناك شيء خطأ، وهددوني بهتك العرض، وهذا جعلني أعترف بجريمة لم أرتكبها، وقلت اكتبوا ما تريدون بشرط ألا ينفذوا تهديدهم.
ثم قضت المحكمة في القضية بسجني عشر سنوات، وحتى النقض في الحكم قد جاءني متأخراً بعد أربع سنوات، والشق المستعجل تم رفضه لوقف التنفيذ".
وتتذكر الفنانة حبيبة أيامها الصعبة داخل سجن القناطر، بقولها: "هناك من صدقني داخل السجن، ، إلا أن الكثيرين لم يصدقونني نظراً لاعترافي بارتكاب الجريمة، فهم لم يستوعبوا أنني وقعت على الاعتراف لكي أحمي نفسي من الضابط الذي عذبني أثناء التحقيق.
وكانت قوات الشرطة قد عثرت على زوجها مقتولاً، واكتشفت الجثة بعد مرور 12 يوماً على الجريمة، وحاصرها الاتهام بقتله، واعترفت بالجريمة تحت تأثير الإكراه ـ حسب قولها، وذلك نتيجة للتعذيب الذي لاقته من قبل ضابط المباحث، الذي هددها بهتك العِرض.
واتجهت الأضواء في تلك الفترة إلي الفنانة حبيبة، ولاحقتها الكاميرات في قفص الاتهام، حتي قضت المحكمة بمعاقبتها بالسجن 10 سنوات مع الشغل، وبعد قضائها 5 سنوات ، فوجئت في عام 2003 بالقبض على المتهمين الحقيقيين، وذلك أثناء بيعهم ساعة ذهبية كانت خاصة بزوجها، وتم الإفراج عن حبيبة.
وتحول مسار القضية في عام 2005، وأمرت المحكمة بإعادة محاكمتها ومحاكمة رئيس مباحث الهرم، وذلك بتهمة تعذيب الممثلة لإجبارها على الاعتراف بقتل زوجها، وبعد 3 سنوات من إجراءات إعادة المحاكمة، تمت تبرئتها، وتمت إدانة ومعاقبة 6 متهمين بالسجن المشدد ما بين 10 إلى 15 عاماً.
وفي 2012، قضت محكمة استئناف القاهرة، بإلزام وزارة الداخلية بدفع تعويض قدره مليون جنيه، تعويضاً عن تعذيب حبيبة، وعن كل الأضرار المادية والأدبية التي تعرضت لها.
وقالت حبيبة، فى مداخلة هاتفية سابقة مع الإعلامى وائل الإبراشي، إن الضابط الذى حرر لها المحضر هددها في ذلك الوقت بهتك عرضها إذا لم تعترف، وأشارت إلى أن الضابط طلب منها التوقيع على المحضر، والاعتراف بأنها قتلت زوجها القطرى، وقد تم الحكم على الضابط الذى لفق لها المحضر بالحبس 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.