الجريمة التي هزت مصر ..مشاهد قتل الطفلة فجر وإذابة جثتها بالبوتاس على يد عشيق أمها
كانت الطفلة «فجر» تقف أمام سوبر ماركت قريب من منزل أسرتها في منطقة الطالبية بالجيزة، تشتري احتياجات والدتها المنزلية، بينما كان عشيق الأم يراقب خطواتها، وعندما وصلت إلى ناصية شارع منزلها نادى عليها: «يا فجر اشتريت لك تليفون هدية تعالي خديه».
حيلة ماكرة نجح المتهم، من خلالها في استدراج الصغيرة، إلى شقته في منطقة بولاق الدكرور، بمعاونة صديقه سائق توكتوك، وهناك دارت أبشع جريمة بحق طفلة بريئة بدون أي ذنب، فقط كان الدافع الانتقام من والدتها التي أصرت على قطع علاقتها غير الشرعية بـ«العشيق».
غدر العشيق بالطفلة «فجر»، 12 سنة، وخنقها حتى الموت، ثم وضع جثمانها في برميل مملوء بمادة البوتاس الكاوية، حتى أذاب جثمانها الضعيف، وتخلص منها في الصرف الصحي، بعدما أخفى معالم جريمته بشكل تام.
ظن المتهم، أنه أفلت من العقاب، لكن عشيقته حكت أمام المباحث قصتها معه، وتهديده لها، بعد أن أصرت على إنهاء علاقته غير الشرعية بها، إذ قال لها صراحة: «هحرق قبلك»، وهنا ألقت المباحث القبض على «العشيق»، وبمواجهته تنصل من الجريمة، لكن بمعاينة الشقة، لاحظ الفريق الأمني وجود آثار دماء على بلاط الشقة، وآثار حرق ملابس «فجر» أعلى سطح المنزل.
تفاصيل الجريمة المروعة كشفها بيان صادر عن النائب العام، موضحا أنه وردت إلى النيابة، تحريات الشرطة حول الواقعة، بعد إبلاغ والدَي الطفلة المجني عليها عن تغيبها منذ يوم 21 يونيو الجاري، والتي أسفرت عن خطف متهمَيْن اثنين «فجر» وقتلها، ووجود علاقة بين أحدهما ووالدتها، فأمرت النيابة العامة بضبطهما واستدعاء والدي المجني عليها لسؤالهما.
وكشفت إقرارات المتهمين بتحقيقات النيابة العامة، كيفية ارتكاب الواقعة، إذ ارتبط أحدهما بأسرة المجني عليها، خاصة بوالدتها، بعد إجرائه أعمال سباكة بمسكنهم، وتطورت علاقتهما حتى حرضها على الانفصال عن زوجها، ليتزوجها هو، واعدًا إياها بتكفله بنفقة أولادها.
ورغم قبول والدة الطفلة، الأمر في البداية، إلا أنها رفضته لاحقًا، وحاولت قطع علاقتها به، فلاحقها وهددها بإيذاء أبنائها، ونتيجة استمرار تهربها منه اتفق مع المتهم الآخر على خطف ابنتها المجني عليها وقتلها انتقامًا منها.
وفي اليوم الذي تغيبت المجني عليها فيه كان قد اتصل بها مَن كان على علاقة بوالدتها، وأوهمها بشرائه هاتفًا هدية لها، وطلب لقاءَها لتتسلمه، فلما التقاها استدرجها إلى مسكن المتهم الآخر، بدعوى إحضار الهاتف منه، فلما خلا المتهمان بها، قيداها ثم خنقاها، ولما فارقت الحياة وضعاها في وعاء يحوي مادة «البوتاس» الكاوية لإذابة جثمانها، ثم أحرق أحدهما ما تبقى من عظامها وملابسها بسطح العقار، واستولى الآخر على هاتفها وأخفاه بمسكنه.
انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الحادث، وعاينته في صحبة المتهمين، فأرشدها أحدهما عن هاتف المجني عليها المخفى، والذي عُثر به على صورة لأحد المتهمين قبيلَ ارتكاب الواقعة، كما أرشد عن وعاء إذابة جثمان المجني عليها، وما تبقى من رُفات جثمانها وحذائها بسطح العقار محل الحادث، وعُثر على آثار دموية بمواضع مختلفة بمسرح الحادث.
وانتدبت النيابة العامة الأطباء الشرعيين، لفحص كل تلك الآثار لبيان مدى جواز حدوث الواقعة، وفق التصوير الوارد بإقرارات المتهمين، ومدى وجود آثار المادة الكاوية برفات المجني عليها، وانتدبت النيابةُ العامة الإدارةَ العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمضاهاة البصمة الوراثية المأخوذة من الرفات مع بصمة أحد والدي المجني عليها الوراثية.
انتقلت فريق النيابة، بإرشاد أحد المتهمين إلى المحل الذي اشترى منه المادة الكاوية، وبسؤال مالكه شهد بشراء المتهم المادة الكاوية منه في ذات تاريخ وقوع الحادث، وتضمنت أقوال والدي المجني عليها بالتحقيقات تفصيلات تؤكد حدوثَ الواقعة وفق هذه الصورة والباعث على ارتكابها، آثرت النيابة العامة، السكوت عنها لخصوصيتها، وما تتضمنه من حُرمات.
قضت محكمة جنايات الجيزة الخميس، بإحالة أوراق كل من «ع. م. س.» 49 سنة، سباك، و«س. و. أ.»، 51 سنة، بالمعاش، إلى فضيلة مفتى الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامهما، لاتهامهما بقتل المجني عليها الطفلة «فجر أ.»، 12 سنة، عمدًا بعد استدراجها وخطفها وإذابة جثتها في المواد الكيماوية وصرفها في المجاري.