لن تؤخر غسل الجنابة بعد الآن.. هذا ما تفعله الملائكة حينما يؤخر المسلم غسل الجنابة

لن تؤخر غسل الجنابة
لن تؤخر غسل الجنابة بعد الآن.. هذا ما تفعله الملائكة حينما ي

يعد غسل الجنابة من الأمور الهامة التي تتعلق بالطهارة، والغُسل يعني تعميم البدن بالماء الطاهر، وهو مشروع وواجب أو مُستحب أو مباح. قال الله تعالى في القرآن في سورة المائدة: ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ﴾
وفي هذا السياق تأتي الجنابة بمعنى البُعد، بمعنى أن صاحبها يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما يجعلنا نحذر من تأخير غسل الجنابة، كون ملائكة الرحمة لا تقرب من الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ، حيث جاء بالحديث الذي روى أبو داود في "سننه" عن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ».
وفي هذا السياق قال العلامة محمد أشرف شرف الحق العظيم آبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود"، أن المقصود بـ "لا تقربهم الملائكة" أي ملائكة الرحمة والمتنزلون بالبركة على بني آدم، لأن الملائكة الكتبة لا يفارقون المكلفين.
وقد جاء كذلك في الحديث الذي رواه أبو داود في "سننه"، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ».
والخلاصة أن يجب على المسلم إذا ما حصلت الجنابة أن يسارع إلى الطهارة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، ومع ذلك يجوز للشخص الجنب أن يخرج لقضاء حوائجه والتصرف في شئونه.
فقد ورد عن سيدنا رسول الله -صلوات ربي عليه-ما يدل على ذلك، كون الجنب ليس بنجس، وذلك بحسب ما روى الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
وقالت دار الإفتاء المصرية أنه قد استحب فقهاء الشافعية والحنابلة أن يتوضأ الجنب إذا أراد النوم أو إذا أراد الطعام أو أراد أي فعل غير ذلك، وعليه يستحب للجنب أن يتوضأ إذا أراد أن يشرع في أي عمل.
ولفقهاء المالكية في وضوء الجنب قولان، أحدهما بالوجوب والآخر بالندب، أما فقهاء الحنفية فيرون أن الجنب له أن ينام بلا وضوء.
إلا أنه يجدر علبنا أن نعلم أنه لا يجب تأخير غسل الجنابة في حالة إدراك وقت الصلاة، ولذلك فلا يأثم الجنب بتأخيره الغسل في غير وقت الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها.