ردنا إليك يا الله.. القصة الكاملة لـ«يُسر» ضحية قطار طوخ
«لقد سلكنا دروباً شتى يا الله وما وجدنا الراحة والسكنية إلا في دربك فرُدنا»، كانت هذه آخر الكلمات التي كتبتها الطالبة «يُسر مصطفى البيعة»، واحدة من بين 11 شخصاً لقوا مصرعهم نتيجة حادث قطار المنصورة، الذي وقع قرب مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، من بينهم شخصان من ذات القرية التي تنتمي لها «يُسر»، وهي قرية «الناصرية»، التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية.
ربما صادفت هذه الكلمات ساعة استجابة، فلم يمر سوى ساعات قلائل حتى توفيت «يُسر» في حادث قطار طوخ، والذي كانت تستقله متوجهة إلى الجامعة طالبة للعلم، لكن قضاء الله وأجلها كان الأقرب لها من جامعة المنصورة حيث كانت وجهتها، واحتسبها الآلاف من أصدقائها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي «شهيدة العلم».
في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي، أي قبل ساعات من وقوع الحادث في اليوم التالي، كتبت «يُسر» عبارة باللغة الانجليزية على خاصية «ستوري»، ضمن تطبيق «واتسآب»، قائلةً: (one of my favorite days)، وتعني «واحد من أجمل أيامي»، وهي الصور التي تداولها عدد من أقاربها وصديقاتها، معبرين عن صدمتهم، وكأنها كانت تتوقع قرب أجلها.
وتداول الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور للضحايا والحادث، معبرين عن عميق حزنهم لما حدث، معلنين ثقتهم في النيابة العامة، التي أعلنت مباشرة المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بنفسه، التحقيقات في الواقعة، وإشرافه المباشر عليها.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان، في بيان رسمي، عن وفاة 11 شخصاً نتيجة حادث قطار «القاهرة - المنصورة»، وإصابة 98 آخرين من ركاب القطار.
وأعلن مكتب النائب العام عن صدور أوامره بتشكيل غرفة عمليات بمكتبه الفني لمتابعة تحقيقات الحادث، والتي تباشرها نيابة استئناف طنطا.
وجاء في بيان صادر عن النيابة العامة، أن المستشار حمادة الصاوي يتابع مجريات التحقيق بدقة على مدار الساعة، مُشدداً على ضرورة توصل التحقيقات إلى تحديد المسئولين عن هذا الحادث، سواء كانت مسئولياتهم مباشرة أو غير مباشرة، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية قبل هؤلاء المتسببين في الحادث.