حرب الأرض والمياه .. الجيش السوداني يخوض معارك عنيفة مع إثيوبيا
خاض الجيش السوداني معارك عنيفة مع العصابات الإثيوبية، انتهت بسيطرته على مستوطنة "شاي بيت" داخل أراضي الفشقة بعد معارك حامية اندلعت منذ الأربعاء الماضي.
وقالت مصادر عسكرية سودانية: إن الجيش وقوات الاحتياطي بقيادة الفرقة الثانية مشاة بالقضارف شرقي البلاد تمكنت من السيطرة التامة على مستوطنة شاي بيت الإثيوبية بالفشقة الصغرى.
وأشارت المصادر، إلى أن مستوطنة شاي بيت كانت بعمق 8 كلم داخل الأراضي السودانية بمحلية باسندة الحدودية جنوبي منطقة "تاية"، ونجحت قوات الجيش السوداني في طرد القوات والميليشيات والمزارعين الإثيوبيين الذين انتشروا أخيرًا للاستيلاء على أرض خصبة مساحتها 50 ألف فدان.
وبحسب المصادر العسكرية، انتشرت القوات السودانية فى المنطقة بعد السيطرة عليها، وقام رجل القوات المسلحة بإنشاء معسكر في منطقة الحجيرات.
وكشف السودان في مطلع العام الجاري عن 17 منطقة و8 مستوطنات داخل حدوده الشرقية، كانت محمية بميليشيات إثيوبية، قبل أن يعمد الجيش السوداني في نوفمبر الماضي إلى استعادة 90% من هذه الأراضي.
ومنذ عام 1995، استغل مزارعون إثيوبيون، تحت حماية ميليشيات مسلحة، نحو مليوني فدان من أراضي الفشقة الشديدة الخصوبة، وشيدت السلطات الإثيوبية العديد من القرى هناك، وزودتها بالخدمات والبنى التحتية بما فيها الطرق المعبّدة.
وأكد المدير التنفيذي لمحلية باسندة بولاية القضارف مأمون الضو عبد الرحيم، اتجاه المحلية والجيش السوداني لإنشاء معابر وطرق ترابية.
وأشار إلى أن هذه الطرق والمعابر لربط القوات المسلحة السودانية المنتشرة في المناطق المشتركة مع الفرقة الحادية عشرة سنجة بولاية سنار واللواء السادس مشاة بباسندة في ولاية القضارف لتأمين الموسم الزراعي وحماية المزارعين.
وأوضح "الضو"، أن الخطوة تأتي بعد نشاط وتحركات المليشيات وكبار المزارعين الإثيوبيين في الآونة الأخيرة للمناطق الحدودية داخل الأراضي السودانية، مبينًا أهمية قيام طريق "باسندا - تاية" بطول 25 كلم، وأنشأ معبرين في الميعات.
وكان سلاح المهندسين التابع للجيش السوداني قد شرع في إنشاء ثلاثة جسور على نهر عطبرة بالفشقة التي تعزلها مجموعة أنهار موسمية عن السودان في فصل الأمطار وتجعلها مفتوحة على الأراضي الإثيوبية حيث شارف العمل على الانتهاء في جسر ود كولي بالفشقة الصغرى.
وتزامنت معارك الجيش السودانى، مع وصول، المبعوث الأمريكى للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين لإجراء مباحثات حول أزمة سد النهضة والتوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا.
وتأتي زيارة المبعوث بعد يوم من انتهاء زيارة استمرت ثلاثة أيام لعضوي الكونجرس الأمريكى كريستوفر كوكز وكريس فان هولن للسودان حيث بحثا ذات الملفات كما زارا معسكرات اللاجئين الإثيوبيين بالقضارف.
ويجري جيفري فيلتمان الذي استقبلته وزيرة الخارجية مريم المهدي، مباحثات مع رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزيري الخارجية والرى والموارد المائية، وتتناول المباحثات قضية سد النهضة والتوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية، هذا الأسبوع، أن جولة فيلتمان ستشمل مصر وإريتريا وإثيوبيا والسودان لبحث تسوية سلمية في المنطقة، وتستمر زيارة المبعوث الأمريكى للمنطقة في الفترة من 4 إلى 13 مايو.
وتطالب الخرطوم باتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة قبل شروع إثيوبيا في الملء الثاني في يوليو القادم.
ويفاقم الخلافات بين البلدين أن الجيش السوداني استرد أراضي الفشقة الحدودية بعد أن ظل مزارعون إثيوبيون يفلحونها تحت حماية ميليشيات مسلحة منذ العام 1995.
في ذات السياق ينتظر أن يصل الخرطوم السبت فيليكس تشيسيكيدي رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، ضمن جولة تشمل أيضًا القاهرة وأديس أبابا لبحث أزمة سد النهضة.
إلى ذلك أكدت وزيرة الخارجية مريم الصادق أهمية أن تلعب منظمة إيقاد دورًا أكبر في عمليات السلام والتنمية ببرامج التعاون والشراكات، التي تدفع بالتنمية والنماء في المنطقة.