بعد تنفيذ حكم إعدام الراهب أشعياء.. القصة الكاملة لقتل الأنبا إبيفانيوس
بعد مرور قرابة 3 سنوات على واقعة مقتل الأبناء إبيفانيوس رئيس دير أبو مقار في مدينة وادي النطرون بالبحيرة، نفذت مصلحة السجون صباح اليوم، حكم الإعدام المتهم، الراهب اشعياء المقاري، بعد أن أيدت محكمة النقض حكم الإعدام عليه في يوليو الماضي، عقب تنفيذ المتهم جريمته داخل دير أبو مقار بمدينة وادي النطرون، بمحافظة البحيرة، في يوليو 2018.
تفاصيل الجريمة التي دارت في «بيت الرب»، جاءت طبقًا لما ورد في اعترافات المتهمين وتحقيقات النيابة العامة والمباحث كالتالي: «العثور على جثة الأبناء أبيفانيوس صباح يوم 29 يوليو من 2018، كان الهدوء يحيط بمحيط دير أبومقار بمدينة وادي النطرون في البحيرة، كان البعض نائما، والآخر متجهًا للصلاة في الكنيسة، وفي أثناء سير أحد الرهبان في ممر مظلم اصطدم بقدم أحد الأشخاص، فاستعان بالحرس وعدد من البرهان المقيمين بالدير».
وتبين أنَ الشخص المسجاة على وجهه غارقًا في بركة من الدماء، وجزء من المخ خارج الرأس هو الأنبا أبيفانيوس رئيس الدير، وبسرعة أخطر رجال الشرطة التي انتقلت لإجراء معاينة لمكان الواقعة.
أخطر اللواء مدير أمن البحيرة، حضر فريق من النيابة العامة إلى مكان الجريمة لإجراء معاينة تصورية، وتحفظت النيابة على كاميرات الكنيسة والدير، لفحصها وبيان ما إذا كان التقطت صورًا للواقعة من عدمه.
وجاء في معاينة النيابة التي أجريت تحت إشراف مكتب النائب العام ، أن المجني عليه تحرك من المكان الذي يقيم فيه داخل الدير، وهو منشأة سكنية مكونة من 4 طوابق، في الرابعة فجرًا، وتحرك للكنسية لأداء الصلاة، وعقب تحركه بقرابة 100 متر وقعت الجريمة، والصدفة هي التي كشفت عنها، حيث اصطدم أحد الرهبان بالجثة في أثناء سيره، ولم يكن يعلم أن المجني عليه هو الأنبا أبيفانيوس، نظرًا للظلام الموجود في الممر الذي عثر على جثة المجني عليه فيه.
وجاء في تحقيقات النيابة، أن فريق المحققين ناقش نحو 12 شاهدا من المقيمين في مكان إقامة المجني عليه، وجاءت أقوال الخادم التحقيقات أن آخر مرة شاهد فيها الضحية عندما قدم له وجبة الغداء نحو الخامسة عصر أمس الأول، وتفاجأ بالعثور على جثته.
فيما جاءت أقوال 11 شاهدا آخرين في التحقيقات كالتالي: «بعضهم أكد أنهم كانوا مستغرقين في النوم، والبعض الآخر كانوا في الكنسية للصلاة».
وجاء في التقرير المبدئي أنَّ سبب الوفاة التعدي على الضحية بآلة حادة، أحدثت تهشما في مؤخرة الرأس وخروج أجزاء من المخ على الأرض، وتعذر تحديد أداة الجريمة، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني، والأمن العام، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
عقب انتهاء مناظرة النيابة، عقد مدير الأمن اجتماعًا موسعًا مع القيادات، بالتنسيق مع قطاعي الأمن الوطني والأمن العام، ووضع خطة بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبدأت القوات تحت قيادة مدير المباحث الجنائية، في استجواب عدد من الشهود، وتفريغ كاميرات الكنيسة للوقوف على أسباب الواقعة، وكشف الملابسات الحادث.
بداية شهر أغسطس 2018 ، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اعتماد البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا رسميًا بتجريد الراهب أشعياء المقاري من رهبنته وعودته لاسمه وائل سعد تواضروس.
وحاول الراهب فلتاؤس المقاري، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، وبعدها تداولت أنباء عن محاولة انتحار الراهب أشعياء المقاري أيضًا بتناوله مادة سامة.
وكانت النيابة العام آنذاك قد قررت حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، على ذمة التحقيقات، بعد محاولته الانتحار، إثر قرار المجلس الكنسي والكنيسة من تجريده من رهبنته وعودته لاسمه العلماني وائل سعد تاودرس، وبعد تداول أوراق القضية عدة جلسات أصدَرت المحكمة قرارًا بإعدامه وأيدت محكمة النقض القرار، وتمّ تنفيذ حكم الإعدام على المتهم صباح الاحد.