جماعات الإرهاب في القارة السمراء .. دراسة تكشف تخوفات إفريقيا من سيطرة المسلحين على الغاز
شهدت أفريقيا خلال العام الماضي تعزيز اجراءات مكافحة الإرهاب، فعلي سبيل المثال نجحت “عملية برخان” في اصطياد أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “عبدالملك دروكدال” في 3 يونيو 2020 في منطقة نائية شمال دولة مالي بالقرب من الحدود الجزائرية، وفي نوفمبر من ذات العام تمكنت قوة برخان أيضا من استهداف «باغ أغ موسى» قائد العمليات في تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، وعلي جانب أخر شحذت دول الساحل والصحراء قواها لمواجهة التنطيمات الإرهابية، فالسلطة العسكرية التي تولت السلطة في مالي عملت علي غلق حدود البلاد وتوجيه ضربات مؤلمة للتنظيمات المتطرفة في شمال البلاد وذلك في أغسطس 2020.
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الإفريقية ، أنه رغم نجاح الاجراءات السابقة في تحجيم النفوذ الإرهابي في المناطق والأقاليم في القارة الأفريقية، إلا أن الظاهرة الإرهابية في طريقها للتوسع أُفقيا في مناطق وأقاليم أفريقية جديدة ففي نهاية مارس 2021 وقع هجوم علي مدينة بالما شمال موزمبيق، وهو الهجوم الذي يرسخ لتواجد فعلي وقوي للتنظيمات الإرهابية في اقليم جنوب أفريقيا الذي ظل عصى على التواجد الارهابي طوال السنوات الماضي.
وأوضحت الدراسة أن هجوم بالما الأخير كشف نوايا التنظيمات المتطرفة، فمدينة بالما التي سيطر عليها تنظيم «الشباب الداعشي» تقع بالقرب من مصفاة أفونجي للغاز الطبيعي في موزمبيق والتي تديرها شركة توتال الفرنسية، وتبلغ قيمة الاستثمارات الفرنسية في مدينة أفونجي بحوالي 20 مليار دولار، ونتيجة لذلك أعلنت شركة توتال الفرنسية عن تخليها عن مشاريعها لمعالجة الغاز الطبيعي في منطقة فونجي، واشترطت على الحكومة الموزمبيقية ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في محيط مدينة فونجي وذلك من أجل عودة استثمارات الشركة مرة أخري وبذلك تكون الشركة الفرنسية خسرت فرصة استغلال حوض روفوما الغازي الواقع قبالة سواحل كابو ديلجادو.
وأكدت الدراسة أنه يسود تخوف حاليا في أوغندا من احتمالية تعرض المنشآت النفطية في محيط بحيرة ألبرت إلي عمليات إرهابية تنفذها منظمة “القوات الديمقراطية المتحالفة” على تلك المنشآت، وجديرا بالذكر أن “القوات الديمقراطية المتحالفة ADF” تأسست في عام 1996 في غرب أوغندا ثم انطلقت إلي مقاطعة شمال كيفو في شرق الكونغو الديمقراطية، وفي عام 2015 تم اعتقال جميل موكولو وتولي بعدها موسى بالوكو قيادة التنظيم الذي سارع في عام 2019 إلي موالاة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتنصف أوغندا والكنغو والولايات المتحدة تلك المنظمة بالإرهابية، ووتخشي كمبالا حاليا من أن تكون شركة توتال ذاتها هدفا لعمليات التنظيم كمحاولة من التنظيم لاستهداف المصالح الفرنسية في القارة الأفريقية وتحسبا لاحتمال تعرض الشركة ومشروعها في أوغندا تدرس الحكومة الأوغندية حاليا مسألة نشر 600 جندي على الحدود مع الكونغو الديمقراطية.