جريمة ينعدم فيها شرف الرجال ونخوتهم.. تعليق ناري من قاضي شهيدة الشرف بـ المنصورة
استهل رئيس محكمة جنايات المنصورة قبل النطق بالحكم في قضية شهيدة الشرف في المنصورة، كلمته قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الحق العدل بسم الله الذي لا يظلم تحت سمائه أحد، إن هذه الجريمة التي نحن بصددها، أوجعت وأدمت القلوب وهزت وجدان هذا المجتمع المصري، ولا يزال أثرها في النفوس حتى الآن، منذ وقوعها بتلك الصورة الموجعة المفزعة لكل أبناء هذا المجتمع الآمن، جريمة شروع في اغتصاب وقتل للمجني عليها التي هي زوجة للمتهم الثاني".
وأضاف رئيس المحكمة: "اتفق مع المتهم الأول وكان رائدهما الشيطان، واتفق فيما بينهما على أن يقوم الأول باغتصاب زوجته وقتلها، جريمة ينعدم فيها شرف الرجال ونخوتهم وغيرتهم على أعراضهم غريبة عن هذا المجتمع، فكيف لهذا المتهم الثاني الذي خان الأمانة التي اؤتمن عليها وهي تلك الزوجة المجني عليها، يروعها ويفزعها وهي آمنة في بيتها "بيت الزوجية".
وتابع: “تخمرت في ذهنه فكرة التخلص منها بإلصاق جريمة مخلة بالشرف مصطنعة مع المتهم الأول، وقتلها لقاء حفنة جنيهات، بأن أمد المتهم الأول بالنقود اللازمة لشراء ثياب النساء ليتخفى بها عن أعين الناظرين، حتى يتمكن من الدلوف إلى مسكنها، وبهذا الأمر تمكن من إتمام جريمته بالشروع في اغتصابها، إلا أنها أبت أن تسلم شرفها للمتهم الأول، وقاومته حتى أسلمت روحها إلى بارئها تنطق بالطهارة والشرف والعفة راضية مرضية، تاركة من خلفها شرف لوالديها ولذويها ولطفلها الذي لم يبلغ سوى 9 أشهر من عمره، لم تثنه صرخات هذا الطفل لقسوة قلبه، وتجرده من كل مشاعر الإنسانية والرجولة فقتلها ليصبح هذا الطفل يتيما دون أمه”.
ووجه المستشار رسالة للمتهمين: "أنتما تحالفتما مع الشيطان، فبؤتما بالخسران المبين وغضب من الله ورسوله، فكان جزائكما من جنس عملكما".
وقضت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار أحمد فؤاد، بمعاقبة كل من أحمد رضا الشحات الزوج المتهم بتلفيق قضية شرف لزوجته، وحسين محمد المتهم الثانى المشارك فى الجريمة بالإعدام شنقا فى القضية المعروفة إعلاميا بقضية الشرف.
وكانت هيئة المحكمة استمعت إلى مرافعة النيابة فى القضية حيث وجهت النيابة للزوج باشتراكه بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الثانى بالشروع في مواقعة المجني عليها الزوجة كرها عنها لاختلاق واقعة تخدش شرفها بغية تطليقها لقاء مبلغ مالي اتفق عليه بينهما وأعطياه مبلغًا ماليًا لشراء زى نسائى للمنتقبات للدخول إلى مسكنه خلسة بالتخفى عن أعين قاطنيه وساعده بأن أمده بمفتاحه مسكنه وصعوده إلى مسكن السيدة وانتظاره حتى قيامها بفتح باب الشقة والدخول خلفها وما إن ظفر بها حتى انقض عليها، وكمم فاها، وأطبق بكلتا يديه حول عنقها، حتى خارت قواها لضعف بنيانها الجسدى، وزادها بأن استل رباط ردائها وطوق عنقها به بقوة؛ للتأكد من مفارقتها للحياة، محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتى أودت بحياتها.
وتعود الواقعة عندما ورد إخطار لمركز طلخا بعثور زوج على زوجته مقتولة داخل مسكنها بقرية ميت عنتر التابعة لدائرة المركز.
وبانتقال ضباط مباحث مركز طلخا إلى مكان البلاغ، وبالفحص عثر على جثة لسيدة تدعى "إيمان عادل." 21 عاما، طالبة بالفرقة الثالثة في كلية العلوم بجامعة المنصورة، وبها آثار خنق حول العنق باحد الأسلاك، وبالبحث تبين أحد الأشخاص يرتدي "نقاب" صعد إلى مسكن المجني عليها، وانتظرها حتى قيامها بفتح باب الشقة والدخول خلفها، ونزوله بعد فترة من الوقت وتبين أنه يدعى "أحمد رضا"وشهرته "أحمد العجلاتي" 33 عاما، عامل بمحل ملابس يمتلكه زوج القتيلة.
وبضبطه وبمواجهته اعترف باتفاقه مع الزوج بأن يقوم باغتصابها وتصويرها للتمكن من طلاقها وباستدعاء زوج القتيلة الذي أقر بأنه لم يتفق معه على قتلها، وإنما كان الاتفاق على عمل فضيحة لها، يتمكن من خلالها من الانفصال دون أن تحصل على مستحقاتها وجهازها".
وأضاف الزوج في اعترافاته أنه اتفق مع القاتل على أن يغتصب زوجته وتصويرها في أوضاع مخلة جنسية فقط ليتم الانفصال بينهما لرغبته في الزواج من فتاة أخرى من القرية، وأنه قام بتسهيل مهمة القاتل في الدخول إلى المنزل، حتى يصل إلى شقة القتيلة.
وأشار إلى أن أسرته رفضت انفصاله عنها كون القتيلة من أسرة طيبة الأصل، والطالبة متدينة وصاحبة خلق عال.