بعد 24 ساعة من عودته لـ«حضن أمه».. «مراهق» يدهس شاب تغرّب عامين عن أهله
«أنا جاي.. أخيرا هنزل مصر».. رسائل على تطبيق «واتس أب» من الشاب أحمد حنفي محمود صاحب الـ 35 عاما، أرسلها على «جروب» يجمع أسرته وأصدقاءه، عبّر خلالها عن فرحته بفتح الطيران المباشر بين القاهرة والكويت للعودة إلى أرض الوطن بعد غياب دام قرابة 24 شهرا، بما فيها أشهر الإغلاق وتعليق الرحلات بسبب وباء كورونا.. والدته العجوز السبعينية تعلم بيوم وصوله ولم يخبرها بالساعة تحديدًا كـ"مفاجئة لها" كعادته في سفره للخارج الذي بدأه عام 2015.
وصل أحمد إلى مصر، الخميس الماضي، وأنهى إجراءات وصوله بمطار القاهرة، وفاجأ والدته في منزلها بشبرا مصر، فرحة عارمة بوصول الابن والسند إلى بلده وأحضان أمه التي طالما كان عونا وسندا لها بعد انفصالها عن والده قبل سنوات.. لكن الحال تبدل فجأة.. ابتسمت له الدنيا 24 ساعة فقط.. أمهله الموت يوما واحدا ليرى أمه وشقيقته «سمر» وأحد أصدقائه كأنها زيارة وداع.. مات «أحمد»، يوم الجمعة، تحت عجلات سيارة مسرعة في شارع صلاح سالم، يقودها مراهق مستهتر.. مات «أحمد» بغتة دون سابق إنذار لمحبيه.. ماتت فرحته وأحلامه.
أحمد حنفي.. جاء لحتفه
تداول المئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة أحمد حنفي صاحب الـ 35 عاما، لحزنهم على شاب فقد حياته بسبب رعونة مراهق يُدعى «أنور هـ. أ.» يبلغ من العمر 17 عاما.. لكن لا أحد يعلم ما تحمله أحمد في سبيل توفير حياة كريمة لوالدته وشقيقته التي تكبره، خاصة بعد انفصال والديه، وتحمله مسؤولية تنوء عن حملها الجبال.
حياة أحمد يرويها نجل خالته إسلام علام، والذي قال إن أحمد بمثابة أخيه الأكبر، وإنه تحمّل مسؤولية والدته وشقيقته بعد انفصال والديه قبل سنوات، وبدأ العمل في عدة أماكن بعد تخرجه من الجامعة، حتى حصل على فرصة للسفر إلى الخارج وتحديدا الكويت.
فاجأ والدته بعودته مصر
أضاف: «كان بيروح وييجي والموضوع عادي جدا، لغاية ما جات أزمة كورونا ومعرفش ينزل من سنتين، وما صدقنا أنه جاي خلاص وفرحنا، وهو كمان بعتلنا على جروب العيلة وقالنا، بس محددش ساعة الوصول عشان بيحب يفاجئ والدته دايما».
واصل إسلام حديثه بقوله: «كان كل حلمه مبني على إسعاد أمه وأخته وبس، وهو كان بيحوش عشان يطلع أمه لأداء فريضة الحج، دا كان حلم كبير أوي بالنسباله.. لكن الموت كان أسرع من كل حاجة».
قريبه يروي تفاصيل الساعات الأخيرة لحنفي
عن يوم الوفاة، تحدّث إسلام عن تفاصيل ما حدث بقوله، إن أحمد كان مع أحد أصدقائه حتى ساعة مبكرة من صباح الجمعة 3 سبتمبر الجاري، وفي شارع صلاح سالم افترقا على أمل لقاء آخر، وأثناء عبور أحمد الشارع، صدمته سيارة مسرعة يقودها مراهق، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتم نقله إلى ثلاجة مستشفى جراحات اليوم الواحد بمدينة نصر، وتوجه أفراد الأسرة إلى هناك، وباشروا إجراءات الدفن التي استمرت على مدار نهار الجمعة حتى السبت، ومع غروب شمس السبت، ووري جثمان أحمد في مقابر الأسرة بالقرب من منطقة الدراسة.