ليه حظي معاكي يادنيا كده.. حكاية المطرب الذي أبكى العندليب الأسمر ومات في ظروف غامضة
فيه ناس تخاف من القدر وترضى بالمكتوب، وناس قدرها قدر وتنفذ المطلوب، ومثلما لمع المطرب عماد عبد الحليم وهو طفلا، شاءت الأقدار أن يرحل وهو في عز شهرته وشبابه في سن الخامسة والثلاثين وصدقت أغنيته الحزينة التي غناها قبل رحيله “ليه ليه حظي معاكي يادنيا كده ”.
جاءت البداية الفنية للراحل عماد عبد الحليم وهو طفل صغير بمسارح الإسكندرية عندما خرج للعمل في مساعدة والده الذي كان ينفق على ثمانية أبناء، وكان عماد علي سليمان ـ اشتهر فيما بعد بعماد عبد الحليم ـ يغني في أحد الأفراح وشاءت الأقدار أن يكون حفل صديق الفنان عبد الحليم حافظ الذي حضر الحفل ليغني فيه.
عندما استمع المطرب الكبير عبد الحليم حافظ للمطرب الصغير عماد علي سليمان يغني أغنية زكريا أحمد "ياصلاة الزين " توقف عبد الحليم أمام تلك الموهبة الصغيرة وطلب منه الحضور إلى القاهرة بعد أن وعده أن يتبناه فنيا.
يقدم عبد الحليم حافظ اكتشافه الجديد بعد أن أعطاه اسمه وقال له من اليوم اسمك عماد عبد الحليم في حفل الربيع عام 1973 فغنى فيها “شغلني نورك ياقمر، شغلني نورك، ايش حال ظهورك ياقمر، قالوا داع إلى في السما، انا قلت ماله ” وصفق الجمهور بحرارة وبكى عبد الحليم في الكواليس.
ثم تبناه فنيا وأدبيا واجتماعيا وأشركه في كل حفلاته وأصر على أن يلتحق عماد بمعهد الموسيقى للدراسة، وأوصى جميع ملحنيه وأصدقائه على عماد، وتوالت أغاني عماد لجمال صوته وإحساسه المرهف حتى أنه كان يبكي وهو يغني أغنية الضباب مثلا “الشمس غابت والدنيا لفها الغيوم، الخلق نامت والقلب سهران في الهموم ”.
وبعد رحيل عبد الحليم حافظ طاردت عماد الشائعات وقيل إنه ابن غير شرعي لعبد الحليم حافظ وتبناه مجدي العمروسي وقدمه أحمد فؤاد حسن في لحن اسمه ألوان، ثم قدم له محمد الموجي لحن "قالوا لى كنت فين " وقدم مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودى مجموعة أغان من تلحين جمال سلامة منها طريق الاحباب، دايما صورتك في قلبي دليلي في المدن.
وقام عماد عبد الحليم ببطولة ثلاثة أفلام هي “كرامتي، حياتي عذاب، الأخوة الغرباء أمام فريد شوقي وآثار الحكيم، وفي التليفزيون قام ببطولة مسلسل ”الضباب"، وفي المسرح قدم للأطفال مسرحيات “نعم ولا، الأطفال دخلوا البرلمان، انهاردة آخر جنان ”.
إلا أنه نظرا للنجاح السريع أصبح عماد عبد الحليم شخصية متهورة أفعاله غير مدروسة، ففي عام 1989 ألقي القبض عليه مع مجموعة من الفنانين أثناء تعاطيهم مواد مخدرة فأثرت هذه الحادثة عليه في نظر جمهوره، وأخيرا عثر على جثته داخل سيارته في شارع البحر الأعظم من أكتوبر عام 1995.
من الشائعات التي انطلقت بعد رحيل عماد عبد الحليم أنه كان بجواره في السيارة حقن تحوي مواد مخدرة، وأنه كان متزوجا من الراقصة نجوى فؤاد وأنه كان عندها يوم رحيله، إلا أن شقيقه الملحن محمد علي سليمان نفى تماما هذه الشائعات.