خطفوها من الهرم واغتصبوها في النخل.. ماذا حدث لـ المضيفة في الميكروباص؟
الثالثة فجرًا، وتحديدا على بعد أمتار من شارع الهرم بمحافظة الجيزة.. هنا ظلام وهدوء، يكسره ضجيج سيارة بين الحين والآخر، فتاة ثلاثينية بالكاد انتهت من عملها، وقفت في انتظار سيارة أجرة لتوصيلها إلي منزلها.
مايو 1998.. كـ عادتها خرجت الفتاة متوجهة إلى عملها - مضيفة - في أحد مطاعم منطقة الهرم، ومر يومها بالصورة الاعتيادية حتى اقتراب موعد رحيلها، جهزت الفتاة أغراضها وخرجت تنظر في ساعتها التي دقت الثالثة فجرا، باحثة بعينيها عن "ميكروباص" لتوصيلها إلى منزلها.
وسط الطريق ظهرت سيارة ميكروباص، وتحركت يد الفتاة كإشارة منها لاستيقاف السيارة، وما هي إلا لحظات حتى فتح أحد الأشخاص من الداخل باب الميكروباص وصعدت الفتاة لتجد أمامها شخصا واحدا وآخر يجلس بجوار السائق، غير واعية بأن هناك شيئًا غير طبيعي قد يحدث.
انطلقت السيارة الميكروباص وبها الثلاث ذئاب والفتاة، وهنا تبدأ وقائع القصة.. جلست الفتاة خلف السائق مباشرة وما هي إلا لحظات حتى تحدث مصطفى كانين "سائق الميكروباص" للفتاة قائلا لها "ممكن نوصل الباشا في طريقنا"، وحين أقبلت الفتاة على الرفض أخبرها كانين "أسكتي بدل ما ياخدك على القسم"، وانحرفت السيارة فجأة نحو شوارع جانبية مظلمة وهنا أيقنت الفتاة بأنها أمام ذئاب بشرية خططوا لخطفها داخل السيارة.
لم يُخطر ببال تلك المسكينة تخيلات عن مصيرها.. توقف الميكروباص لحظة صعد السائق بجوارها وشخص أخر ملتحي، وشخص رابع قام بقيادة الميكروباص، وخطف السائق والشخص الملتحي حقيبتها ونزعوا منها مشغولاتها الذهبية، حاولت الصراخ طالبة النجدة، إلا أن أحدهم جرحها مستخدما شفرة حلاقة.
وصلت السيارة الميكروباص إلي أحد الأراضي الزراعية التي شرحت تحقيقات القضية فيما بعد أنها بمنطقة "عزبة النخل" في القاهرة، حاولت الفتاة إستعطاف الذئاب، قبلت أيديهم طالبة الرحمة، إلا أنهم سُرعان ما قام الشخص الملتحي بتمزيق ملابسها وبدأت حفلة من الإعتداء الجنسي على المضيفة.
ومع شروق الشمس، وتحديدا في السادسة صباحا اصطحبوا الذئاب مضيفة الهرم إلي داخل الميكروباص مرة أخرى، وتحركت السيارة ثم توقفت في أحد شوارع منطقة عين شمس وخرجوا جميعا برفقتهم الفتاة إلي داخل شقة بالطابق الأرضي بأحد العقارات، وانطلقت من جديد براثن الشياطين تعبث في جسد الفتاة، يتناوبون الأدوار عليها.
وضعوا الذئاب الفتاة عارية بجوار الشخص الملتحي، ووقف أحدهم ممسكا بـ جهاز يبدو وكأنه يصور ما يحدث إلا أن التحقيقات كشفت فيما بعد أنه "راديو قديم" وأنها كانت حيلة من الشياطين لبث الرعب في نفس ضحيتهم، ثم طلبوا منها التوقيع على إيصالات أمانة.
سرعان ما جاءت البشرى إلى الفتاة.. أصوات وضجيج داخل الشقة، وتبين أن الشرطة قد حضرت، وألقت القبض عليهم وقدمت حينها 5 متهمين إلي النيابة العامة التي أمرت حينها بضبط وإحضار السادس.
وأحال المستشار رجاء العربي النائب العام حينها، المتهمين الستة وشهرتهم "كانين" و"المصري" و"الأبيض" و"المندوب" و"روبي" و"الصعيدي" إلي محكمة الجنايات.
ووجهت النيابة العامة بإشراف المستشار هشام حمودة المحامي العام لنيابات شرق القاهرة حينها، إتهامات خطف بالإكراه للمتهمين من الأول حتى الرابع، وكشفت التحقيقات قيام المتهم الأول بقيادة السيارة الأجرة، وبداخلها كلا من الثاني والثالث والرابع، وقام المتهم الأول بتغير اتجاه السيارة إلي طرق أخرى ثم أوقفها بالطريق واتخذ مكانه إلي جوار المجني عليها تاركا قيادة السيارة للمتهم الثالث حيث حاولت الاستغاثة فقام الأول بضربها بيده مستخدما سلاح أبيض.
كما كشفت التحقيقات حينها، قيام المتهمين بإيقاف المجني عليها بغير رضاها ونزع عنها المتهم الرابع ملابسها عنوة وتبادلوا جميعا مواقعتها جنسيا بغير رضاها ثم توجهوا إلي شقة المتهم الخامس بعزبة النخل وقام المتهمان الخامس والسادس ومواقعتها بالإكراه ثم إكراهها على توقيع شيكين على بياض للضغط عليها.