تدخل لفض مشاجرة فتلقى طعنة.. تفاصيل مقتل شبيه بيج رامي بسبب شهامته
من أسرة بسيطة في مركز أبشواي بمحافظة الفيوم.. خرج «عيد عوض عبد الله» أو «شبيه بيج رامي» كما لقبّه المقربون منه.. عرف طريقه إلى معمعة الحياة مبكرا.. فبدأ العمل في سن الـ 13 من عمره، لمساعدة والديه على أعباء ومتاعب الحياة فهو أكبر الأبناء.. وما بين العمل داخل أحد الأفران بالجيزة، إلى أعمال أخرى لا تتناسب مع طفل في سنه، قال للحياة: «أنا صلب وصامد».
احترف لعب رياضة كمال الأجسام في صالات «جيم» متواضعة، وعمل على استغلال قوة البنيان التي تمتّع بها، في الالتحاق بوظيفة «بودي جارد»، لذات الهدف الذي يسعى له من البداية، وهو مساعدة والديه على تربية أشقائه الـ 5 الأصغر منه، والتحق بمجموعات الحراس الشخصيين وكذا فرق تأمين الحفلات بمختلف المحافظات.
في عام 2017 التحق بوظيفة فرد أمن بإحدى القرى السياحية الشهيرة في بورتو السخنة بالسويس.. يحدوه الأمل هنا في تحصيل راتب كريم، والتعامل مع طبقة راقية من المترددين والملاك.. أحبه الزوار والملاك في هذه القرية ولاقى نفس المشاعر من زملاء العمل.. لكن الفرح لم يطل وشاء القدر أن يكون المكان مجرد انطلاق إلى نهاية محتومة ومأساوية، وانتهت كل الأحلام بـ«طعنة».. طعنة دفنت طموحه ومشوار 31 عاما كاملة.
التحريات والتحقيقات التي جرت حول حادث نهاية «عيد»، أكدت أنه كان يباشر عمله في القرية السياحية كفرد أمن، وبينما في عمله، أبصر مشاجرة تقع بين أحد زملائه و3 آخرين، أسرع إلى هناك وهو يخطو إلى موته.. أشهر أحد المتهمين الـ 3 سكينا، وشرع في طعن زميل «عيد»، بادر الأخير بفض المشاجرة، لتستقر الطعنة في صدره هو، ويلقى مصيره في الحال، ولما تدخل فرد أمن ثالث لإنقاذه أُصيب بجرح قطعي فى الرقبة من ذات السكين، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى بالسويس، بينما خضع المصاب الثاني لتدخل سريع لإنقاذ حياته، وألقت الشرطة القبض على المتهمين.
محمد عبد الله، شقيق المجني عليه، قال إن شقيقه كان أكبر 6 أشقاء لأب وأم كانا يعتمدان عليه، لبره بهما والاعتراف بفضلهما طيلة حياته، وأكد أنه كان حريصا على الاجتهاد وممارسة رياضة كمال الأجسام، بالتزامن مع عمله في «فرن عيش» منذ أن كان في سن الـ 13، للالتحاق بمجال الحراسات وتأمين الحفلات.
وأضاف أنه كان يطمئن على شقيقه، بين حين وآخر، حتى فوجئ باتصال من صديق شقيقه، يخبره فيه بوفاته، حيث توجه برفقة أفراد الأسرة إلى السويس، وتسلموا الجثمان، ودفنوه بمدينة أبشواي، هناك حيث كانت أولى الخطوات فى الحياة وآخرها أيضا.
وقرر قاضي المعارضات بالمحكمة المختصة، تجديد حبس المتهمين في الجريمة، لاتهامهم بارتكاب جريمة قتله، ولا تزال التحقيقات مستمرة فى الواقعة.