كانت هادية..كوافير عروس الشرقية تكشف كواليس اللحظات الأخيرة قبل وفاتها
في غمضة عين، تبدل الحال كليًا في لحظة مر عليها الزمن كسنوات عجاف طويلة، فسرعان ما تحولت الزغاريد والرقص على الأغنيات، إلى صراخات متتالية في أنحاء متفرقة من بلدة كراديس، التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، وبدلًا من زفاف العروس «مي»، صاحبة الـ20 عامًا إلى عش الزوجية، تم تشييعها في كفنها إلى مثواها الأخير، في مشهد مفزع لم يكد يصدقه أحد من أهل القرية، وذلك بعد أن سقطت سيارة الزفاف بها في مصرف قبل وصولها حفل الزفاف، بينما نجا زوجها العريس من الحادث الأليم.
في الساعات الأولى من مساء الجمعة، كانت العروس «مي»، لقيت مصرعها، عقب غرقها بعدما انقلبت سيارة الزفاف في مصرف، قبل وصولها إلى حفل الزفاف، ليتحول الفرح إلى مأتم، ولتعيش الأسرة مشهدا أليما للمرة الثانية، حيث تُوفيت العروسة بعد وفاة شقيقتها منذ عام ونصف، إثر إصابتها بأزمة صحية.
مروة محمود، خبيرة التجميل، التي أعدت لمسات الماكياج الخاص بعروس الشرقية، خلال استعدادها لزفافها، تكشف تفاصيل المشهد الأخير الذي جمعها بالعروس العشرينية، قائلة إن الأخيرة كانت متسمة بهدوئها الشديد، ولم يكن لها أي متطلبات، مثلما تفعل الكثير من العرائس خلال هذا اليوم المهم.
وتابعت خبيرة التجميل: «هي كانت متأخرة على ميعاد خروجها، وعلى الرغم من كده كانت هادية خالص ومتوترتش ولا حتى إتعصبت زي ما عرايس كتيرة بيحصلها في الموقف الصعب ده، وفضلت قاعدة هادية لحد ما أنا ناديت عليها عشان الميكب، ولما سألتها حابة أعملك الماكياج إزاي، قالتلي اللي تشوفيه مكانش ليها أي طلبات، وكانت مبسوطة جدًا وطايرة من الفرحة».
كما لفتت «مروة»، إلى أن العروس كانت معروفة بطباعها الهادئة، وحُسن خلقها، وحفظها لكتاب الله، «مي كانت هادية دايما، وبعد ما خلصنا الماكياج، عريسها جه عشان ياخدها بس مخرجش على طول فضل قاعد معاها شوية عندي في المكان، وأنا استغربت إنه مش عايز يمشي على الرغم من إنهم كانوا متأخرين على ميعاد السيشن بتاعهم».