أحفاد أبرهة يدمرون مكة الثانية.. أثيوبيا تقصف رفات الصحابة بطائرات تركية
أوشك 2021 أن ينتهي، وأصبح يستحق أن يطلق عليه عام الفيل، لتكرار أحفاد أبرهة الحبشي واقعة تدمير المساجد، فمنذ اندلاع الحرب التي شنها النظام الإثيوبي بتعليمات رئيس الوزراء آبي أحمد علي، ووسط انشغال الجميع بأخبار القتل والتنكيل والقمع وربما سد النهضة، لم يتلفت أحد لقصف مسجد النجاشي التاريخي بطائرات تركية مسيرة "الدرونز" حصلت عليها أديس أبابا من أنقرة، لاستخدامها في إبادة الحجر والبشر.
واقعة قصف مسجد النجاشي التاريخي في إقليم تيجراي، وقعت مطلع العام الجاري وتتحدث مصادر عن قصفه في نهاية ديسمبر الماضي، عقب منح آبي أحمد علي، الضوء الأخضر لقواته بالمشاركة مع قوات إريترية للزحف نحو إقليم تيجراي، وسحق شعبه وقواته المدافعة عنه في نوفمبر 2019.
ويعد النجاشي أول وأقدم مسجد في قارة أفريقيا، وتم تشييده في تيجراي شمالي إثيوبيا، ويطلق اسم "مكة الثانية"، وقد تعرض للتدمير والتدنيس على يد ميلشيات آبي أحمد في خضم المعارك العسكرية ضد أبناء الإقليم.
ومسجد النجاشي يقع على مساحة 200 متر مربع؛ تمتد على يمينه صالة لتعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، وفي الجهة الأخرى مبان تضم غرفًا ومخازن لمشروعات خيرية، وهناك بوابة بجوار المسجد تحمل لافتة تتحدث عن الأثر التاريخي لهذه القرية.
ويعود تاريخ الصلاة في تلك البقعة التي يوجد بها مسجد النجاشي بإقليم تيجراي، إلى تاريخ هجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث صلى 83 صحابيا من المهاجرين، عاد منهم للمدينة 61 صحابيا ودفن هناك 14 منهم في مقابر خلف المسجد، بجانب ضريح نُسب للنجاشي ملك الحبشة، ويمكن زيارة قبورهم مع زيارة المسجد والإطلالة علي الشواهد من باب النجاشي الخلفي.
ووقت الحدث الجلل، قال أحمد سراج ممثل الرابطة الإقليمية الدولية لمسلمي تيجراي: أن منظمته سجلت مقتل عدة أشخاص على أيدي مقاتلين إثر التدمير الجزئي للمسجد.
وتابع ممثل الرابطة الإقليمية الدولية لمسلمي تيجراي، "حددنا من مصادرنا أن عددًا من الأبرياء بينهم أب لأربعة أطفال قتلوا على يد جنود إريتريين لمجرد احتجاجهم على نهب المسجد في 26 نوفمبر".
وأضاف أحمد سراج أنه تم الإبلاغ عن سرقة عدد من الأشياء من المسجد، بما في ذلك المخطوطات والكتب الدينية والرسائل التي يعود تاريخها إلى القرن السابع، كما تم تدمير ضريح يعتقد أنه يحتوي على رفات بعض الصحابة.
تدنيس دور العبادة لم يقتصر على المسلمين، وفي بلدة دينغولات، اختبأ مئات السكان في كنيسة أرثوذكسية عمرها قرون، فيما قتل جنود إريتريون بالرصاص أكثر من 160 مدنيا في أواخر نوفمبر 2019، وفق وكالة فرانس برس.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، قتل جنود إريتريون مئات المدنيين في مدينة تيجراي القديمة في أكسوم، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، من بينهم مسيحيون أرثوذكس كانوا يشاركون في مهرجان تقليدي، حسب بيان صدر حينها عن المنظمة الحقوقية الدولية "هيومن رايتس ووتش".
وبالرغم من نصرة الملك نجاشي للإسلام في بداية الرسالة، يحمل التاريخي موقف دموية للأحباش تجاه الحضارة الإسلامية، وفي عام 571 بعد الميلاد الذي سمي بعام الفيل نسبة إلى الحادثة التي وقعت فيه، عندما حاول أبرهة الحبشي "أو كما يعرف كذلك بأبرهة الأشرم"، حاكم اليمن من قبل مملكة أكسوم الحبشية تدمير الكعبة ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس التي بناها وزينها في اليمن، وحمى رب الكعبة بيته وأرسله عليه وعلى جنوده طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.