الإرهاق الشديد ويتكاثر بمعدل الضعف.. أعراض جديدة لمتحور كورونا الجديد أوميكرون

الإرهاق الشديد ويتكاثر
الإرهاق الشديد ويتكاثر بمعدل الضعف.. أعراض جديدة لمتحور كورو

كشفت الطبيبة الجنوب إفريقية التي دقت ناقوس الخطر بشأن المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون» أن أعراضه غير عادية لكنها خفيفة.

وأضافت أنجيليك كوتزي، وفقًا لموقع سكاي نيوز، أنها انتبهت لوجود المتحور الجديد عندما بدأ مرضى يتوافدون على عيادتها المزدحمة في العاصمة بريتوريا في وقت سابق من نوفمبر الجاري، وكانت هناك أعراض غير منطقية تظهر على هؤلاء المرضى المصابين بمرض «كوفيد-19»، الذي يسببه فيروس كورونا، ولكن القاسم المشترك بينهم هو الإرهاق الشديد.

ليس هذا فقط، بل كشفت الطبيبة عن إصابة طفل في السادسة من عمره يعاني من ارتفاع شديد في معدل النبض، وقالت الطبيبة إن لا أحد من المصابين كان يعاني من فقدان حاستي التذوق أو الشم، كما هو معروف في بقية متحورات كورونا الأخرى.

وصرحت: «كانت أعراضهم مختلفة جدا وخفيفة جدا عن تلك التي عالجتها من قبل»، وذكرت كوتزي أنه في المجمل، ثبتت إصابة 20 من مرضاها بمرض كورونا، مع أعراض المتحور الجديد، وقالت إن غالبيتهم كانت من الرجال الأصحاء، ويعاني هؤلاء من الإرهاق الشديد، ونحو نصفهم لم يتلقوا اللقاح.

وأضافت: «كانت لدينا حالة واحدة مثيرة للاهتمام للغاية، وهي لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات تقريبا، إذ تعاني من درجة حرارة ومعدل نبض مرتفع للغاية».

وكانت رئيس وحدة الرعاية المركزة بمستشفى باراجوانث، رودو ماثيفاه، قالت في إفادة صحفية عبر الإنترنت: «نشهد تغيرا ملحوظا في الصفة السكانية الخاصة بمرضى (كوفيد- 19)، مضيفة أن فئة الشباب في أعمار العشرينييات ومن هم أعلى من الثلاثينيات يصابون بمرض معتدل إلى شديد، وبعضهم يحتاج لرعاية مركزة».

وأشارت إلى أن نحو 65% منهم لم يتلق اللقاح ومعظم الباقين «نصف ملقحين»، أي لم يتم تطعيمهم إلا بجرعة واحدة، معربة عن قلقها إزاء ارتفاع الأعداد، بينما تكتظ منشآت الرعاية الصحية العامة بالمصابين.

وأكدت أن هناك حاجة لاستعدادات عاجلة لتمكين المستشفيات العامة من التعامل مع التدفق الكبير المحتمل من المرضى الذين يحتاجون الرعاية المركزة. وقالت ماثيفاه: «نعلم أن لدينا متحورا جديدا، فالسيناريو الأسوأ هو أنه يصيب الضحايا مثل متحور دلتا، ومن ثم نحتاج إلى تجهيز أسرة لرعاية الحالات الحرجة».

مثير للقلق

وصنفت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، متحور فيروس كورونا الجديد، B.1.1.529، باعتباره «متغيرا مثيرا للقلق»، ويسمى أوميكرون، حيث اجتمعت المجموعة الاستشارية الفنية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنية بتطور فيروس كورونا، وهى مجموعة مستقلة من الخبراء، الجمعة، لمناقشة المتحور الجديد.

كما أوصى المستشارون بأن تصنف منظمة الصحة العالمية المتحور على أنه «مثير للقلق»، في إشارة إلى العدد الكبير من الطفرات في المتغير، وربما زيادة خطر الإصابة مرة أخرى وغيرها من الأدلة.

وتقوم المنظمة العالمية بإبلاغ النتائج الجديدة مع الدول الأعضاء والجمهور حسب الحاجة.

وقالت، في بيان لها، إنه استنادا إلى الأدلة المقدمة التي تشير إلى حدوث «تغيير ضار»، فإن المجموعة الاستشارية أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة تصنيف هذا المتغير على أنه مثير للقلق، وقد حددت منظمة الصحة العالمية B.1.1.529 باعتباره مثيرا للقلق، والمسمى «أوميكرون».

وفى هذا الصدد، أكدت المديرة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوباء ماريا فان كيركوف أن المتحور الجديد يحتوى على بعض الخصائص المثيرة للقلق، قائلة إن ذلك المتحور شهد عددا كبيرا من الطفرات، وبعض هذه الطفرات لها خصائص مثيرة للقلق.

في حين أكد بيان المنظمة أن «هناك عددا من الدراسات جارية وستواصل المجموعة الاستشارية تقييم هذا المتغير، داعية دول العالم إلى تعزيز جهود المراقبة والتسلسل لفهم متغيرات فيروس كورونا بشكل أفضل».

ويحتوى المتغير الجديد على أكثر من 30 طفرة من «البروتين الشائك» الخاص بالفيروس، والذى يقوم من خلاله بفتح الخلايا، أي أكثر من ضعف عدد طفرات البروتين الشائك التي يحملها متغير دلتا الذي يتفشى بمعدلات كبيرة، مما أثار مخاوف من أن الأجسام المضادة من التطعيم أو العدوى السابقة قد لا تكون متطابقة بشكل جيد، وبالتالى تصبح أقل حماية.

كما أكد علماء الجينوم في جنوب أفريقيا أن أكثر من 30 طفرة تم العثور عليها في البروتين الشائك، وهو الهيكل الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى الخلايا التي يهاجمونها.

وأعلن المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها أن خطر انتشار «أوميكرون» في أوروبا يتأرجح ما بين «مرتفع إلى مرتفع جدا».

ونقلت وكالة فرانس برس عن المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها في تقرير لتقييم المخاطر، قوله: «المستوى العام للمخاطر المرتبط بـ«أوميكرون»، في الاتحاد الأوروبى المنطقة الاقتصادية الأوروبية، تم تقييمه من مرتفع إلى مرتفع جدا».

يتكاثر بمعدل الضعف

ونبه تقرير أسوشيتد برس إلى أن ما بدا مثل عدوى «عنقودية» بين بعض طلاب الجامعة في بريتوريا، تضخم ليصل إلى مئات الحالات الجديدة ثم إلى الآلاف التي ظهرت في بادئ الأمر في العاصمة، لينتقل بعد ذلك إلى جوهانسبربج القريبى التي تعد أكبر مدينة في جنوب أفريقيا.

ونقل التقرير عن مسؤولى الصحة الجنوب أفريقيين قولهم إنه من خلال دراسة ارتفاع معدل الإصابات، تعرف العلماء على متغير جديد تشير الاختبارات المعملية إلى أنه مسؤول على الأرجح عن 90% من الحالات الجديدة، في حين أن الدراسات المبكرة توضح أنه يتكاثر بمعدل 2، وهو ما يعنى أن كل شخص يصاب به يميل إلى نقل المرض إلى شخصين آخرين.

ونبه إلى أن المتغير الجديد له عدد كبير من المتحورات التي يبدو أنها تجعله أكثر انتقالا وتساعد على تجنب الاستجابات المناعية.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية نظرت إلى البيانات المتوافرة في هذا الشأن، وأطلقت اسم متغير «أوميكرون» عليه، وذلك وفقا لنظام استخدام الحروف اليونانية، لتصفه بأنه متغير مثير للقلق وينتشر بمعدلات عالية.

وقال مدير معهد البحث الصحى بجنوب أفريقيا البروفيسور ويليام هانيكوم: «إنه قلق كبير، نحن قلقون للغاية بشأن الفيروس».

وأكد هانيكوم، والذى يشارك في رئاسة اتحاد بحث متغير كوفيد بجنوب أفريقيا، أن هذا المتغير يوجد في معظم الأحوال في إقليم جواتينج، الذي يشمل منطقة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، لكن لدينا أدلة من الاختبارات المعملية، والتى تشير إلى أن هذا المتغير منتشر في جميع أنحاء جنوب أفريقيا.

وأضاف أن رد الفعل العلمى من جنوب أفريقيا هو ما نحتاج أن نعرفه بأسرع وقت ممكن، فما نعرفه قليل جدا، على سبيل المثال، لا نعرف إلى أي درجة خطورة المرض.

التطعيم عامل رئيسى

وأكد التقرير أن العامل الرئيسى في المواجهة يتمثل في التطعيم باللقاحات، موضحا أن المتغير الجديد يبدو أنه ينتشر بسرعة بين من لم يتلقوا اللقاحات.

وقال التقرير إن نحو 40% من الكبار بجنوب أفريقيا تلقوا اللقاحات في الوقت الراهن، لكن العدد أقل بكثير بين الفئة العمرية التي تنحصر ما بين 20 و40 عاما.

وأشار إلى أن جنوب أفريقيا بها ما يقرب من 20 مليون جرعة لقاحات، من فايزر وجونسون آند جونسون، لكن عدد الأشخاص الذين يتلقونها يصل إلى نحو 120 ألفا في اليوم، وهو عدد أقل من استهداف الحكومة بتطعيم 300 ألف يوميا.

وقال هانيكوم إنه بينما يحاول العلماء معرفة المزيد حول «أوميكرون»، فإنه على سكان جنوب أفريقيا أن يتخذوا التدابير اللازمة لحماية أنفسهم منه، مضيفا أن هذه فرصة فريدة، ولايزال هناك وقت أمام الأشخاص الذين لم يتلقوا تطعيمات، بأن يذهبوا ويحصلوا على اللقاح، والذى سوف يوفر لهم الحماية ضد هذه العدوى، خاصة الحماية ضد العدوى الشديدة والمرض الشديد والوفاة، لذا فإننى أدعو الناس إلى التطعيم كلما كان ممكنا.

ولفت التقرير إلى أن بعض المواطنين العاديين بجنوب أفريقيا لديهم مخاوف أقل من المتغير الجديد ويتعاملون معه بمزيد من البساطة، ناقلا عن أحدهم واسمه ببيجو ليتلابا من دافيتون، بشرق جوهانسبرج، قوله: «شهدنا الأعداد المتزايدة المصابة بكوفيد- 19، وكنت قلقا بشأن فرض مزيد من القيود، لكننى قلق بوجه خاص بشأن إغلاق مبيعات الكحول لأن هذا موسم احتفالى الآن».

إغلاق عالمى

وأوقف عدد كبير من دول العالم منذ يوم الجمعة الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا، بعد ظهور «أوميكرون».

بينما قررت نيوزيلندا، أمس السبت، وقف رحلات الطيران المباشر مع 9 دول إفريقية، باستثناء نقل مواطنيها، وتصنيف هذه الدول بـ «عالية الخطورة»، حيث ذكرت صحيفة «نيوزيلندا هيرالد» النيوزيلندية أن الحكومة صنفت 9 دول إفريقية على قائمة الدول عالية الخطورة وأوقفت الرحلات المباشرة، باستثناء عودة المواطنين النيوزيلنديين منها.

وتشمل قائمة الدول المحظورة كلا من جنوب أفريقيا وناميبيا وزيمبابوى وبتسوانا وليسوتو وإسواتينى وسيشل ومالاوى وموزمبيق.

وفى الوقت نفسه، أعلن مسؤول ألمانى أن متحور فيروس كورونا «أوميكرون» قد وصل على الأرجح إلى ألمانيا.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية بولاية هيسن الألمانية، كاى كلوز، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «تم العثور الليلة الماضية على العديد من طفرات متحور أوميكرون لدى مسافر قادم من جنوب أفريقيا».

ورجحت هولندا وصول عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا بين ركاب قادمين من جنوب أفريقيا.

في حين وافق المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية في وقت متأخر من مساء الجمعة على تأجيل المؤتمر الوزارى إلى أجل غير مسمى، مما دفع العديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، كان من شأنها أن تمنع العديد من الوزراء من الوصول إلى جنيف.