ضرب سد النهضة..جريمة آبي أحمد ضد تيكيزي تهدد حلمه الكبير
دخل الصراع الدائر في إثيوبيا بين قوات نظام آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، وعدد من الجبهات الرافضة لحكمه في مقدمتها جبهة تحرير تيجراي مرحلة اللاعودة.
ضرب سد النهضة الإثيوبي
وشهدت الساعات القليلة الماضية في الصراع الدائر على الأراضي الإثيوبية تطورات خطيرة قد تكون بمثابة النهاية لحلم آبي أحمد ومشروعه الكبير "سد النهضة"، الذي استخدمه كسلاح لكسب تأييد شعبه في الانتخابات الأخيرة، حيث قامت قوات رئيس الوزراء الإثيوبي بقصف سد تيكيزي.
واتهمت جبهة تحرير تيجراي الشعبية، الثلاثاء، الجيش الإثيوبي بقصف سد تيكيزي شمالي البلاد، في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء إنه المجموعة المتمردة "هزمت" ويجب أن تستسلم.
وقال المتحدث باسم الجبهة، جيتشاو رضا، في تغريدة، إن القوات الحكومية قصفت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، سد تيكيزي الكهرومائي في شمال البلاد.
وأضاف أن حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، التي وصفها بـ"النظام المحتضر" ستفعل ما في وسعها لتدمير أي شيء يفيد شعب تيجراي، وهو أمر أصبح في غاية الوضوح، على حد تعبيره.
وبمثل سد تيكيزي شريان حياة مهم لأهالي إقليم تيجراي وهو ما جعل البعض يتوقع ردا قويا من قبل جهة تحرير الإقليم باستهداف حلم آبي أحمد ومشروعه الكبير "سد النهضة".
احتدام القتال بين جبهتي النزاع
ويأتي قصف سد تيكيزي في وقت يحتدم فيه القتال بين جبهة تحرير تيجراي وقوات النظام الإثيوبي، حيث أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي قيادته للعمليات العسكرية من الميدان، وسط دعوات دولية بوقف فوري لإطلاق النيران.
وفي وقت سابق، طالب رئيس الوزراء، آبي أحمد، مقاتلي الجبهة والمجموعات المتحالفة معها بالاستسلام الفوري، مؤكدا "انتهاء الحرب" وانتصار الحكومة الإثيوبية بعد تفوق قواتها في المنطقة الشرقية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشأن الأفريقي، إن الخيارات المتاحة أمام نظام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تقل بشكل كبير، ويظل أبرزها هي التضحية برأس النظام وتراجع القوى الداعمة له بسبب أساليبه مثل الشخصنة في إدارة البلاد.
وأوضح عبد الكريم أن التقارير الواردة من أثيوبيا وتحديدا منذ 3 نوفمبر الجاري، تشير إلى بحث آبي أحمد خروجه من البلاد إلى منفى اختياري يرجح أن يكون العاصمة الكينية نيروبي.
ولفت من المتوقع أن تعمق عزلة النظام الإثيوبي حال استمراره، خسائر كبيرة للبلاد وتأجيل تحقيق أي تسوية للنزاع القائم، والتي تمثل إلحاحا غربيّا ودوليا، وتعيد الاستقرار لأبنية الدولة وانضباط سياساتها الخارجية.
اتساع دائرة الصراع في إثيوبيا
ويدور الصراع بين الطرفين منذ أكثر من عام، بعدما اتهم نظام أديس أبابا جبهة تحرير إقليم تيجراي بالهجوم على معسكرات للجيش الوطني وسرقة معداته، فيما اتهمت قيادة تيجراي الحكومة، بمحاولة الاستئثار بالسلطة.
واتسعت دائرة الحرب في الأشهر القليلة الماضية، وأجرت الجبهة تحالفات سياسية وعسكرية مع فصائل إثيوبية، وبدأت هجوما مضادا حررت خلاله أراضي الإقليم التي خسرتها واحتلت مناطق أخرى في زحفها نحو العاصمة.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ واستدعت الضباط والجنود المتقاعدين، وطالبت سكان أديس أبابا بحمل السلاح لحماية ممتلكاتهم. ناشدت بلدان عدة رعاياها بمغادرة إثيوبيا على الفور.