فدية 3 ملايين جنيه وسبائك ذهب.. والدة طفل الهرم المخطوف تكشف مفاجآت الواقعة
في طريق منى محمد، مهندسة، رفقتها ابنها «ياسين»، 6 سنوات، من الإسكندرية إلى القاهرة، أبطأ سائق سيارتها الملاكى، وهي تسأله: «امشى بسرعة واقف ليه؟!»، حتى قدم شخصان ملثمان مدججان بالأسلحة وهبطا من سيارة، وخطفا الطفل أمام عينى أمه ولم تُجدِ معهما توسلاتها: «خدوا اللى إنتوا عاوزينه بس سيبوا لي ابني».
خاطفا الطفل استوليا على هاتف الأم وتركا لها بالسيارة تليفونًا آخر بخط دولي، بحسب ما أخبرها سائقها بعد إفاقتها «رشوا عليّا حاجة منومة»، وحين طلبت من السائق «عاوزة أتصل على الشرطة من تليفونك»، قال لها «إياك تبلغى هنلاقى الولد!».
نايمين في الشارع و«كعب داير» على 7 أقسام شرطة
رسالة تلقتها والدة «ياسين» على الهاتف، مفاداها «خليكي في الشارع، مترحويش بيتك اللي في زهراء المعادي»، ثم طلب الخاطفان: «عاوزين فدية 3 مليون جنيه».
نفذت الأم كلام «العصابة» بـ«الحرف الواحد»، وقضت يومها بالشارع بالفعل، مترددة على 7 أقسام شرطية: «كانوا عمالين يقولولي (مكنتيش عارفة مكان الواقعة تبع أي قسم بالضبط)؟».
في اليوم التالي، توجهت والدة «ياسين» إلى أحد البنوك: «علشان أكسر وديعة كنت حطاها نعيش منها أنا وعيالى»، لكنها فوجئت بأن «الوديعة مينفعش تتكسر ولازم يمر 6 أشهر لتنفيذ الطلب».
الأم تقترض أموال الفدية
مدير البنك، الذي تعاطف مع والدة الطفل المخطوف، صرف لها قرضًا بمبلغ مليون جنيه بضمان الوديعة، وقال لها سائقها الخاص إنّ باقى الفلوس المطلوبة «فدية» لإطلاق سراح الطفل، يمكن تحويلها من البنك على محل ذهب «نشترى بيهم 2 كليوجرام بـ2 مليون و200 ألف جنيه».
وكان السائق الخاص بأم «ياسين»، حلقة الوصل مع الخاطفين: «بقى هو اللي يرد على اتصالاتهم قدام منىّ ويتفاهم معاهم»، واتضح اتفاقه مع أحد محال المشغولات الذهبية على شراء سبائك الذهب، «كان مدبر لكل حاجة».
بحقيبة تحوى المبالغ المالية والذهب الذي تم شراؤه على مدار يومين، توجه السائق للخاطفين وأعاد بمنتهى السهولة الطفل «ياسين»، احتضنته الأم وضمته إلى صدرها غير مصدقة انتهاء الكابوس الذي استمر ثلاثة أيام، رغم أنها لم تعد تمتلك أي أموال، لكنها رددت «كل كنوز الدنيا فداء لابني».
الأم توصلت إلى أن مكان الخطف تابع لقسم شرطة الأهرام، توجهت لتحرير محضر، والدموع تسبق كلامها روت لضباط المباحث ونائب المأمور تفاصيل خطف ابنها وإعادته إليها ودفعها الفدية المطلوبة.
كان جسدها وابنها الصغير يرتعشان وهى تحكي: وجدت اهتمامًا من رجال الشرطة وتقديمهم الدعم المعنوى لى، ومعاملتهم الإنسانية «كان الجو برد قوى وإحنا نايمين بالشارع 3 أيام جابوا لي بطانية علشان نتغطى ومشروبات ساخنة».
حكى الطفل «ياسين» أمام المباحث: «كنت في شقة ومعايا اتنين كمان وجابوا لى شيكولاتة».
مفاجأة صادمة.. السائق دبر للجريمة مع أفراد التشكيل العصابي
أصابع الاتهام توجهت نحو سائق الأم، وعقب استئذان النيابة العامة بضبطه وإحضاره، توجهت الشرطة لشقته وتبين تطابق مواصفاتها مع وصف الطفل المجنى عليه.
زوجة السائق قالت إن زوجها طلب منها مغادرة الشقة «علشان في ناس جاية هنا تشوف معايا شغل يومين».
سائق والدة «ياسين» أرشد عن الخاطفين، وتبينّ أن جميعهم أفراد تشكيل عصابى، وأنّ المتهم الرئيسى مدبر الجريمة، مبررًا ذلك: «كنت أمر بضائقة مالية».
السائق كان يعرف أن والدة «ياسين» عادت وأولادها من إحدى الدول الخليجية بعد وفاة زوجها هناك، وأنها ميسورة الحال.
والدة «ياسين» تكتشف المأساة: السائق سرق مني أموال ومشغولات ذهبية من زمان
والدة الطفل اكتشفت أن سائقها «سرق منى فلوس كتيرة ومشغولات ذهبية قبل الحادث»، بعد اعتراف زوجته عليه واتضح لها أيضًا أنه تزوجها ببطاقة مُزورة.
وحين تقدم السائق للعمل عند والدة «ياسين»، أخبرها بسابق عمله بإحدى الجهات القضائية، لذا هي تناشد المواطنين «لما حد ييجى يشتغل عندكم تحروا عنه بقسم الشرطة، أنا معملتش الكلام دا، فكانت كارثتى وإنه أرشد الخاطفين عن خط سيرنا يوم الخطف».
وتسعى الأم لإعادة أموال الفدية، وسدادها القروض التي تحصلت عليها من البنك، إذ عثرت أجهزة الأمن بمسكن السائق على مبالغ مالية و9 سبائك ذهبية تعادل قيمتها أكثر من 2 مليون جنيه.
النيابة العامة قررت حبس أفراد التشكيل العصابى، 4 أيام احتياطيًا، جدّدها قاضى المعارضات لـ15 يومًا، بعد تمثيلهم الجريمة «صوت وصورة»، وتعرّف الطفل المجنى عليه على المتهمين «دول اللي خطفوني».