أزمة المناهج وتعيين المدرسين تشتعل..الحكومة تعتذر لـ«النواب» بسبب لعبة وزير التعليم
لجأ المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب إلى إجبار الدكتور طارق شوقى وزير التعليم على إنهاء كلمته أمام الجلسة والمخصصة للرد على طلبات الإحاطة، بعد أن استغرق وقتًا طويلًا في الرد، وأثار غضب الأعضاء، فلجأوا إلى مقاطعته أكثر من مرة، موجهًا حديثه إلى «شوقي» قائلًا: «أنت غطيت الموضوع بكلمتك بما يكفي».
واستمع المجلس إلى رد وزير المجالس النيابية عن وزارات أخرى عن مسؤولية وزارت المالية والصحة والتخطيط وما يتبعها من أجهزة ومسؤولية الحكومة الجماعية عن موضوع الجلسة.
وقال المستشار علاء فؤاد وزير المجالس النيابية، إنه «أجد لزامًا على في بدء الكلمة أن أتقدم لرئيس المجلس على منحى الكلمة وأتقدم للاعضاء بمشاعر الحب والتقدير والاحترام«.
و أضاف أن «وزير التعليم قام بالرد على أداوت الرقابة البرلمانية التي أدرجت من وجهة النظر الفنية البحتة لوزارة التعليم، وأقول أن الحكومة بكل وزارتها حريصة على تطوير التعليم قبل الجامعى وعلى تقديم كل الدعم لتطويره وضمان حسن سير العلمية التعليمية»، مشيرًا إلى أنه «بالنسبة للتغذية المدرسية وما أثاره الأعضاء من فساد، وما أثاره الوزير من أنها مسؤولية الصحة، وأنه قال إنه لا يوجد تقرير يفيد بوجود حالات تسمم، فأن أتعهد أنه عقب المجلس اتواصل مع الصحة للاستفسار عن التقرير، وأعرضه على رئيس الوزراء، وأحضره للمجلس إذا كان موجودًا».
وتابع:«بالنسبة لعجز المدرسين فما أبداه الوزير أنها مسؤولية مشتركة للمالية والتخطيط والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة سأتواصل مع جميع الجهات، وأحضر للمجلس برد عن موقف تعيين المعلمين وما دار بالجلسة على رئيس الوزراء».
وعلق «جبالى» قائلًا: «لاحط أن هذه الكلمات وردت في حديث الوزير وهو يعتبر إعلان عن مسؤولية الحكومة بأكلمها عما ورد من أسئلة وأود التعقيب في عجالة«، مشيرًا إلى أن «جميع سلطات الدولة تتعاون من أجل تحقيق صالح الوطن لسنا سلطة ضد أخرى، وإنما نحن سلطة تشريعية موضحة في الدستور ومحدد دورها الرقابى، وجميعنا أقسمنا على احترام الدستور، وحذفنا لفظ (لعبة) الذي ورد على لسان الوزير، ولسنا هنا بصدد لعبة.. المجلس سلطة تشريعية، لا يكفى حذف اللفظ من المضبطة ولكن لابد من تحرك الحكومة ممثلة في وزير المجالس النيابية ورد بتوضيح اللفظ، وإلا يعتبر الحكومة غير ملمة بأحكام الدستور، لأن مجلس النواب يمارس سلطته طبقًا للدستور وهو ينص على أن السيادة للشعب ونحن ممثليه ونحترم الحكومة ونتوقع منها الاحترام المتبادل ونرجو من الوزراء مراعاة ذلك نحن نعلم من اجل صالح الدولة».
وعلق علاء فؤاد قائلًا: «الحكومة تكن للمجلس كل التقدير والاحترام وحريصة على ذلك وأي كلمة وردت على سبيل الخطأ نعتذر عنها، ونؤكد نكن كل التقدير للمجلس»، وعلق «جبالي»: «ونحن كذلك».
جاء ذلك فيما شن عدد من أعضاء مجلس النواب، هجومًا حادًا على الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الأثنين، بسبب مشكلات تواجه العملية التعليمية في مصر، من بينها أزمة مسابقة تعيين المعلمين، والتابلت، وإلغاء التشعيب للثانوية العامة، وصعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائي.
وقال النائب محمد الصمودي إنه تقدم بالعديد من طلبات الإحاطة، بشأن العجز الشديد في المعلمين، ومشكلة مسابقة الـ36 ألف معلم، موضحًا أن المتقدمين دفع كل منهم نحو 5000 جنيه، لاستكمال الأوراق المطلوبة للتعيين، إلا أن وزير التعليم قام بإلغاء التعيين، وأعلن عن العمل بشكل تطوعي لمدرسين مقابل 20 جنيه للحصة، وفي الوقت نفسه تعاقدت وزارة التربية والتعليم مع مدرسين بعقود تصل لخمسين الف جنيه «مش عارف ازاي».
فيما قالت النائبة أمل زكريا قطب «كنا في حاجة للجلوس معك من فترة طويلة»، مشيرة إلى مشكلة صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائي وقالت «كلنا مع التطور والإبداع لكن تطوير منهج رابعة كان يجب أن يبدأ من مرحلة كي جي وان وكي جي تو».
وعلقت «قطب» على المعلومات الورادة في مناهج الصف الرابع بخصوص حيوان الخفاش والبطريق وجبل النمل وقالت «كمية حاجات ومعلومات لم يراها الطالب ولا حتى المدرس أو الموجه يعرف حاجة عنها».
فيما قال النائب زكريا حسان «نحن لا نشكك في نوايا الوزير في إصلاح العملية التعليمية لكن نختلف في ترتيب الأولويات»، مشيرًا إلى العجز الصارخ في المعلمين على مستوى الجمهورية.
وقال «لا اختلاف أن أساس العملية التعليمية هو المعلم»، أما بشأن المناهج، قال «جبنا نسخة من أحد الدول وننفذها في مصر مع اختلاف كل الظروف»، مضيفًا «هل التلميذ يستوعب هذه المناهج؟ في تلاميذ في رابعة لا تجيد القراءة والكتابة والمعلم غير مؤهل لتدريس هذه المناهج»، متسائلًا «إيه فايدة عندي مدرسة وماعنديش معلم مؤهل؟».
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، خلال الجلسة العامة، اليوم الثلاثاء، إن منهج رابعة ابتدائي أكاديميًا هو أفضل ما أنتجته الوزارة في تاريخها بشهادة المؤسسات الدولية، مضيفًا أن الطالب الذي يطبق عليه منهج رابعة ابتدائي سبق وتأهل في سنة أولى وتانية وتالتة بمناهج متطورة ايضا.
أضاف: «ليس صحيحا أننا بدأنا تطوير التعليم في منهج رابعة ابتدائى، ومين قال إننا ابتدينا من رابعة المنهج الجديد من أولى ابتدائي».
وأكد أن التعليم الجديد فلسفة ونقلة كبيرة، مشيرا إلى أن مشكلة رابعة ابتدائي تكمن في مادتين فقط هما «العلوم» و«الرياضيات» لكونهما أطول من باقي المواد الأخرى التي يتلاقاها الطالب.
وتابع أن هاتين المادتين معمولين لعام دراسي أطول من العام الدراسي المصري، لكنهما في غاية الأهمية لكونهما المادتين التي يتم مقارنة الدول بها، لافتا إلى أن المناهج الخاصة بهما على أعلى مستوى في العالم زي فنلندا، لكن مشكلتنا الأساسية هي أن العام الدراسي في مصر 100 يوم فقط، بينما في أي بلدان أخرى كاليابان يتعدى الـ 180 يوم.
وقال الوزير: «أصبح في يد ابناءنا منهج المدارس الدولية ببلاش، وفي تسلسل في المناهج حنبعت للمدارس تعليمات مشددة محدش قال للمدرسين ادي درسين وتلاتة للانتهاء من المنهج قبل نهاية الترم».
أضاف: «على كل أم أن تعي جيدا أن من الضروري أن يكون ابنها أو ابنتها فاهم مخرجات التعلم ولا يشغلنا الامتحان نهائيا ونسميه تقييم».
وأكد «شوقي» أن قصر مدة العام الدراسي للطالب يحدث فجوة تعليمية عند أي طفل، لأن من الضرورى أن يبقي الطلاب مشغولين بأمور مفيدة.
وكشف أن فوز عينة من 3 آلاف طفل مصري في الصف الرابع الابتدائي على مجموعة مماثلة من الطلاب اليابانيين في مسابقة تم تطبيقها بطريقة معيارية.
وقال: «ارتكبنا جريمة في حق الأطفال خلال السنوات الماضية بتجهيل الطلاب بالنظام القديم، ونعمل جاهدين على أن نقدم لهم ما يحصل عليه زملائهم في العالم».