القاضي للمتهم بهتك عرض شقيقته: «عرّيتها لغريب ينهش عرضها لتأكل ميراثها ظلمًا.. لقد جئت شيئًا فريًا»
وجه المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية، الأربعاء، كلمات معبرة وقوية للمتهم بهتك عرض شقيقته وتعريتها لتصويرها مع صديقه بسبب خلافهما على الميراث.
وقال المستشار المري في كلمته قبل النطق بالحكم «يا محمود.. ألقت بك المقادير في يم الحياة طفلًا يتيمَ الأبوين، فقيض الله لك أختا، ما كانت امرأةَ سَوءٍ ولا بَغيَّا، بَصُرَت بكَ عن قُربٍ وأنتَ لا تشعُر، ومَـَشـت بكَ في دُروب الحياة على استحياءٍ، حتى بَلَغْتَ رُشدَك، ولما شَبَـبْتَ عن الطَّوقِ ما شَدَدَتَ عَضُدَها، بل عَرَّيتَها لغَريبٍ يَنهَشُ لحمَها؛ لتأكلَ مِيراثَها ظُلمًا. وأضاف رئيس المحكمة:»آمَّنتْكَ في سِربكَ، فرَوَّعتها على المَلأ ، دَثَّرَتكَ في ظُلمَةِ الليل؛ فكشَفتَ سِترَها نَهارًا، لم تـَرْعَ فيها يا أخَاها إلاًّ ولا ذمَّة، ولا لِصلةِ الدم والرَّحمِ حُرمة ، لقد جِئتَ شيئًا فَرَيًا»
وتابع: «فإذا كان المِلحُ يقي اللحمَ الفسادَ، فمن يُصلحُ المِلحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟!».
وأكد رئيس محكمة جنايات المنصورة أن هذه القضية ليست في صورتها الحقيقة مجرد واقعة خطف وهتك عرض.. إنما هي على النظرة بعيدة المدي أمارةٌ يقينية على خلل اجتماعي وبيل يضرب بقيم المجتمع ومبادئه عرض الحائط.
وأهابت المحكمة بعلماء الأمة دينا واجتماعا واعلاما وثقافة وفنا، أن خذوا بأيدي الناس إلى أحكام الدين الحنيف وقيم ومبادئ هذا المجمع الأصيلة القويمة، وقال «ولن يتأتي ذلك إلا بتكاتف يكون فيه صالح هذا الوطن نصب الاعين وفي مهجة القلوب»
وقضت هيئة المحكمة حضوريا بمعاقبة «محمود. ا. ع» شقيق المجنى عليها بالسجن المشدد 10 سنوات عما أسند إليه، وألزمته المصاريف الجنائية، وبمعاقبة صديقه «محمد. أ. م»، بالسجن المشدد 5 سنوات عما أسند إليه وألزمته المصاريف الجنائية، وبمصادرة الأقفزة البلاستيكية واللاصق الطبي المضبوطين، وبإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة بلا مصاريف.
صدر الحكم برئاسة المستشار بهاء الدين محمد خيرت المري وعضوية المستشار أحمد لطفي حسانين والمستشار سعيد السمادوني، والمستشار محمد الشرنوبي وأمانة سر محمد جمال محمد ومحمود عبدالرزاق.
وكان المستشار علاء السعدنى المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية أحال المتهمان للمحكمة لأنهما في يوم 27 سبتمبر 2021 بدائرة قسم أول المنصورة- محافظة الدقهلية اختطفا المجني عليها «إسراء. ا» شقيقة المتهم الأول، وكان ذلك عن طريقي التحايل والإكراه بأن نسجا لها خيوط المكيدة وانطلت عليها فتمكنا من اقتيادها داخل السيارة رقم «ع ط ج 2899»، وما أن فطنت لشركيهما قاما بالاعتداء عليها بالضرب بالأيدي وأوثقا أيديها وكمما فاها بلاصق وتمكنا بتلك الوسيلة القسرية من إقصائها إلى عدة أماكن قصية وبعيدا عن ذويها وأعين الرقباء ليتمما الجرائم محل الاتهامات، وعلى النحو المبين بالتحقيقات.
وكشفت تحقيقات النيابة أن تلك الجناية اقترنت بجريمة الخطف وجناية هتك عرض المجني عليها وذلك لأنها في المكان ذاته تعديا عليها بالضرب بالأيدي وأوثقا يديها وكمما فمها بلاصق، فخارت قوتها ووهنت مقاومتها ودانت لبطشهما وتمكنا بتلك الوسيلة القسرية من أن ينزع الأول عنها ما يستر عورتها حال تواجد الثاني للشد من أزره، وسرقا المبالغ المالية والهاتف الجوال والمستندات بحوزتها.