«مينا مات إزاى؟ عاوزين الحقيقة».. والدا «عريس السماء» يكشفان تفاصيل 7 أيام من الاختفاء
ذلك اليوم، أدى مراسم التناول للتخلص من الخطايا وفق ديانته المسيحية، وقرأ أجزاءً من الكتاب المقدس، كأنه «جاهز يقابل ربنا». مينا عبدالسيد، عامل بأحد محال الوجبات الجاهزة بمدينة السادس من أكتوبر، اختفى 7 أيام وعُثر على جثمانه داخل بئر وبه آثار تشبه الحروق.
حفل زفاف عريس للسما
جنازة «مينا»، كانت «حفل زفاف عريس للسما»، والده بكاه وسط جموع المعزين: «عاوز اعرف الحقيقة مات إزاى؟»، فالغموض اكتنف هذه الواقعة، والأب يؤكد: «معنديش مشكلة إنه يكون وقع في البئر غصب عنه، بس لو حد اعتدى عليه أو وقعه دون قصد عاوز اعرف اللى حصل، علشان لا أُسئل عنه يوم الدين».
«مينا»، الحاصل على بكالوريس زراعة، لم يكن لديه عداوات مع آخرين، والده يصف بأنه «كان شبه الملايكة بأعماله، معاه الكتاب المقدس (قديم وجديد) على طول في شنتطه، وله صلوات كتيرة في اليوم، دا بتاع ربنا، دا بتاع سما».
بدخل أشوف أوضته ببكي زي العيال
والد الشاب العشرينى، ينتابه إحساس «فقدان فلذة الكبد»، بصوت مبحوح: «بدخل أشوف أوضته ببكى زى العيال الصغيرة، مش هقدر أعيش من غيره، ببوس هدومه حتة حتة».
لم يصدق الأب اختفاء ابنه 7 أيام ثم العثور على جثته متحللة بعد رحلة بحث طويلة ولف على أقسام الشرطة، يتذكر تفاصيل المكالمة الأخيرة مع ابنه: «الاثنين اللى فاتت، اتصل علىّ الساعة 6 و6 دقائق كان خارج من عمله بعدما خد أوراقه وأنهى علاقته بالمكان، وقال لىّ: أنا راجع على البيت، ومن ساعتها اختفى لحد ما لقيناه جثة».
آخر يوم شغل لـ«مينا»: اختفى وعثر على جثته بعد 7 أيام
«مينا»، وفق والده «ساب شغله لأنه جسمه كان ضعيفًا، وهو اشتغل بالمحل يومين وبعدين عربية داست على رجله فخد إجازة 4 أيام ورجع تانى اشتغل 3 أيام وخد إجازة 11 يومًا علشان أعياد المسيحيين وبعدها قرر ترك العمل باتفاق بينه وبين الإدارة».
ومع وجود آثار تشبه الحروق على جسد «مينا»، والده لم يتهم أحدًا بعينه بمحضر الشرطة لكنه في الوقت ذاته: «عاوز أشوف فيديوهات أو أي حاجة تؤكد إنه مثلًا وقع غصب عنه، ولو حد عمل فيه كده يتقبض عليه».
لقينا الجثة داخل البئر
الكنيسة التي اعتاد «مينا» الصلاة بها «الناس فيها كانت هتموت عليه»، والده يشير إلى أن «ابنى مكانش بيحب الأرض كنا بنقول عليه إنه بتاع سما»، لذا يعول على مصحلة الطب الشرعى لحسم جدل وجود شبهة جنائية من عدمه «إحنا مش عارفين وشه وجسمه كانوا محروقين كده تعذيب ولا المياه حللت الجثة».
الأب يطلعنا على فيديوهات كاميرات المراقبة بمحيط مكان الواقعة، يشير «لقينا الجثة داخل البئر عند محطة زويل وشكله وقع في بيارة وجرفته المياه لحد المكان دا».
من كتر اللطم مش قادر
بعد العثور على الجثة، اتصلت الشرطة على هاتف خال «مينا»، يشرح والد «الأخير»: «اتصلوا بينا من تليفون مينا، وعرفنا إنه لما وقع في المياه خط الموبايل لم يُتلف، وطلعوه، وقالوا لنّا في الأول علشان لا نٌصدم: تعالوا لقينا مينا، وافتكرنا إنه عايش، وبوصولنا القسم قالوا: البقاء لله».
والد «مينا» لم تمحه ذاكرته أبدًا هذه اللحظة: «لطمت على وشى وصرخت بشكل هستيرى، من كتر اللطم مش قادر من وشى لحد دلوقتى».
يتمالك الأب أعصابه بالكاد، وقلبه لم يهدأ للحيرة التي انتباته: «يا عالم ابنى ملوش عداوات، كان عاوز يسلك سلك الرهبانة، حاسس إنه مختلف عن الناس، ولو عيل صغير غلط فيه كان بيقول له: الله يسامحك، الناس كلها بتحلف بيه».
كان عندنا أمل «مينا» يرجع تاني
نجوى كامل، والدة مينا، تناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى: «يا سيادة الرئيس كان عندنا أمل مينا يرجع في حضننا تانى لكن رجع جثة محترقة عليها آثار تشبه التعذيب، واستلمت ابني والكدمات في عينه وحروق في حسمه».
النيابة العامة، اتخذت قرارًا بتشريح الجثمان بمعرفة الطب الشرعى لتحديد أسباب الوفاة، وطلبت تحريات أجهزة الأمن لكشف ملابسات الواقعة.