علاقة بسيدة من المتوفين..تفاصيل مثيرة جديدة عن مقتل أسرة كاملة في مذبحة الزمالك
تستمر النيابة العامة في التحقيقات فى واقعة "مذبحة الزمالك" التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، وإصابة سيدة توفيت بعد نقلها للمستشفى، جراء إطلاق أحد المتوفين أعيرة نارية صوب الباقين قبل أن يقتل نفسه داخل وحدة سكنية بالزمالك، حيث تلقت النيابة العامة إخطارا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
وكانت النيابة العامة استمعت لأقوال سبعة منهم ثلاثة شاهدوا وقوع الجريمة، وانتهت التحقيقات معهم إلى أن المتهم كانت تربطه علاقة بسيدة من المتوفين نشأ بسببها نزاع بينهما.
وتحدد لقاء فى يوم الواقعة بمسكن شقيقة المتهم بالزمالك لإنهاء هذا النزاع فى حضور ذوى الطرفين، وقد أحضر المتهم حقيبة كبيرة يومها أخفاها بالمسكن قبل انعقاد اللقاء، ولما ثار النقاش بينهم بشأن النزاع استشاط المتهم غضبا وأخرج من الحقيبة التى كانت معه بندقية آلية أطلق منها عيارا ناريا أصاب السيدة طرف النزاع معه، ثم لما حاول الحضور ردعه أطلق صوبهم أعيرة نارية فقتلهم، وإذ حضرت الشرطة وحاولت دخول المسكن أطلق أعيرة نارية أخرى صوب السيدة ووالدتها فقتلهما، ثم قتل نفسه بعيار نارى، وقد قررت شقيقة المتهم فى محضر بلاغ الواقعة سابقةَ إيداعه بإحدى مصحات العلاج النفسى منذ حوالى ثلاثة أشهر.
تفاصيل مذبحة الزمالك
وكانت النيابة العامة انتقلت فور الإخطار لمسرح الواقعة لمناظرة جثامين المتوفين الأربعة داخل المسكن ومعاينته، حيث عثرت على عدد من أظرف الطلقات النارية الفارغة وآثار إطلاق الأعيرة بالمسكن، وضبطت بندقية آلية بجوار جثمان المتهم بها خزينتان ممتلئتان بالذخائر وحقيبة تحوي ذخائر، كما انتقلت النيابة العامة لمناظرة المتوفاة الخامسة بالمستشفى بعد الإخطار بوفاتها.
وطالبت النيابة العامة الإدارةَ العامةَ لتحقيق الأدلة الجنائية خلال إجراء المعاينة، بفحص السلاح والذخائر والأظرف الفارغة، وأخذ عينات دماء من مسرح الواقعة والجثامين لإجراء المضاهاة اللازمة، وتحفظت على مسرح الواقعة، وتبين من فحص تسجيلات كاميرات مراقبة مثبتة بحانوت مجاور للعقار محل الواقعة دخول المتهم إلى العقار حاملا الحقيبة الكبيرة، وقد طالبت النيابة العامة الأطباء الشرعيين بإجراء الصفة التشريحية لجثامين المتوفين، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، وجار استكمال التحقيقات.
فقدان السيطرة على الذات
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ما قام به هذا الشاب من قتل الأفراد ثم قتل نفسه هو تصرف اندفاعي انفعالي لحظي، نتيجة فقدان السيطرة على الذات، لذلك هو شخصية عصبية، فعندما تعرض هذا الشخص لضغط نفسي شديد نتيجة الاختلافات في وجهات النظر حدث له هذا التصرف الذي يطلق عليه "الجنون".
وأوضح فرويز، أنه بمجرد أن يرى هذا الشخص الدماء يزيد من الضرب والعنف فلهذا لن نعتبره مرضا نفسيا، ولكن يطلق عليه موقفا انفعاليا اندفاعيا لحظيا فقط، وهذا الشخص مسئول عن تصرفاته تمامًا.
وأكد أنه لا شك أن جرائم المرض النفسي معضلة لا يزال يعانى منها المجتمع، حيث إن المرضى الذين يرتكبون جرائم مثل مريض الفصام التشككى، الذى يعانى من ضلالات، فيقدم هو على إيذاء الآخرين دفاعًا عن نفسه، وقد يكون الفصام مصحوبا بهلاوس بصرية وسمعية تأمره بقتل وإيذاء من حوله، ومريض الهوس يقتل أيضا، ولكن دون تخطيط، فيكون في حالة هياج شديد ويؤذي الآخرين دون عمد.
وتابع: “كما أن مريض الاكتئاب العقلي أو السودوي يعانى من ضلالات أيضا تدفعه أحيانا لقتل نفسه، أو أحد المقربين، فيشعر مثلا أن أبناءه ملائكة وبقاءهم في الدنيا خطر عليهم فيقتلهم، كما أن مريض الصرع تنتابه نوبات قد تؤذي من حوله، وبعد انقضاء النوبة يكون تائها ويمكن أن يرتكب أي جريمة دون وعى”.
وشدد الدكتور جمال فرويز على أنه: “على الأسر المصرية أن تجعل أعينها كمراقب على الأبناء والزوج والزوجة، وملاحظة أي تغيير في السلوك أو طريقة الكلام أو مستوى الإنتاج في العمل أو غيره، وتغير في مستوى التفاعل الاجتماعي والتحول للانطوائية، كل هذه مؤشرات كارثية تدعو على الفور للعرض على الطبيب النفسي”، مشيرا إلى أن كل هذه التغييرات مرآة لمرض نفسي ودق ناقوس لخطر قادم.