جعلت من اللص أسطورة..حكاية أول سرقة بنك في العالم
يوافق 13 فبراير من كل عام، "اليوم العالمي لسرقة البنوك"، وتعد من أغرب المناسبات التي يتم إحياؤها في العالم، وسمي اليوم بذلك نسبة إلى اللص الأسطوري الأمريكي جيسي جيمس.
ويعتبر في تاريخ البشرية تأثير بعض الشخصيات يجعلهم أسطورة فى مجالهم، ليس فقط لبصماتهم الإيجابية، بل بسبب قصص حياتهم المثيرة، ومن بين هؤلاء الاشخاص اللص الأمريكي جيسي جيمس الذى اصبح ايقونة واسطورة فى مجاله.
جيمس هو أول لص بنوك في العالم، حيث نجح في 13 فبراير/شباط من 1866 في سرقة بنك للمرة الأولى في تاريخ العالم.
وتظل حكاية الأمريكي جيسي جيمس، أو اللص الأسطوري كما يطلق عليه، واحدة من أبرز القصص وأغربها كونها تحمل في طياتها شقين أحدهما إيجابي والآخر سلبي، كما أنها ترصد مسيرة شخص حولته الظروف من مواطن صالح، إلى آخر خارج عن القانون.
ومثلت حياة هذا اللص إلهاما لصناع السينما في الولايات المتحدة، وخرجت العديد من الأعمال التي ترصد حياته، لتظل أسطورته تتوارثها الأجيال، رغم وفاته منذ ما يقرب من قرنين من الزمان.
فقد حولت السينما الأمريكية جرائم جيمس إلى أعمال فنية، كان آخرها فيلم بعنوان "اغتيال جيسي جيمس مِن قِبل الجبان روبرت فورد" والذي أنتج في عام 2007، وهو مقتبس عن رواية "رون هانسن" التي تحمل نفس الاسم وتحكي قصة حياته.
ولد جيمس في ولاية "ميسوري" الأمريكية في 5 سبتمبر/أيلول 1847، ضمن 4 أشقاء، وتزوجت والدته بعد وفاة والده عدة مرات من بينهم الطبيب روبين صامويل، الذي حارب جيسي، بشكل غير رسمي في الحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب والشمال مع عصابة "بلودي بيل أندرسون" الجنوبية.
ويبدو أن تلك الحرب وضعت لحياة "جيمس" طريقا مغايرا لم يصل إلى مخيلته يوما ما، فبعد نهاية الحرب استسلمت الجماعات المقاتلة التي قاتل فيها الرجل، وقام المحاربون القادمون من الشمال بمعاملة المجندين السابقين الجنوبيين بقسوة وعنف حيث تم منعهم من العفو الكامل والمهن التخصصية وتم وضعهم في السجون لأسباب مختلفة وبحجج واهية.
وزادت ظروف ما بعد الحرب من عمليات الغضب والترصد تجاه المحاربين القادمين من الشمال الأمريكي، لكن إصابة جيسي بطلق ناري من الشماليين تحت غطاء الهدنة دفعت به إلى الجنون وأصبح ناقمًا على كل حياته وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، وتسبب هذا الحادث في تحويل وجهة حياته.
وقرر جيسي الاتجاه إلى عالم الجريمة، وبدأ حياته الإجرامية بحادث سطو كان يعتبر فريدا من نوعه آنذاك ويمثل نقلة وجرأة غريبة في عالم الجريمة بعد قيامه بالسطو على بنك أمريكا في 13 فبراير من عام 1866 وسرقته.
وأعلن القضاء الأمريكي جيمس خارجا عن القانون عام 1866، وظل مطاردا لمدة 16 عاما حتى وفاته.
أسس جيمس عصابته عام 1867 وقاموا بسرقة المصارف والقطارات والقتل والسطو، وهاجموا عربات البريد والمحال والناس، مدعين الفخر بأنهم لا يسرقون صديقا أو قسا أو أرملة لذلك أطلق عليه اللص الشريف.
واصل جيمس سطوته الإجرامية فأثار الرعب بين الجميع، ما استدعى حاكم ميزوري توماس كريتندن إلى الإعلان عن مكافأة قدرها 30 ألف دولار لمن يقبض على جيمس حيا أو ميتا.
وفي نفس الوقت عرض جيمس مكافأة 50 ألف دولار لمن يقتل الحاكم توماس، ولكن تمت خيانة جيمس على يد أحد أعضاء عصابته وهو روبرت فورد من أجل نيل الجائزة.
ورغم إجرامه إلا أنه ظل أسطورة يتحاكى عنها الجميع لفترات طويلة، وقام الممثل الأمريكي براد بيت بتجسيد شخصية جيسي جيمس في فيلم (اغتيال جيسي جيمس) عام 2007.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية في أواخر القرن التاسع عشر عن حياة أحد أكثر المجرمين الأمريكيين شهرة واغتياله بواسطة أحد أعضاء عصابته، وفقا لما حدث مع جيسي جيمس.