خادم الشعب.. قصة مسلسل من بطولة الرئيس الأوكراني تحولت أحداثه إلى حقيقة
قبل ما يقرب 8 سنوات، وتحديدًا عندما كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مازال كاتبًا وممثلًا كوميديًا، قدم المسلسل «خادم الشعب»، ويبدو أن أحداث هذا المسلسل كانت «النبوءة» التي أوقعت صاحبها في «الفخ»، إذ عرض المسلسل أحداث كانت خيالية وقتها، لكن بدأت تتحقق الواحدة تلو الأخرى حتى خاضت أوكرانيا حربا مع روسيا، بدأت صباح الخميس.
«خادم الشعب»، الذي عرض عام 2015، ظهر فيه «زيلينسكي» بشخصية مدرس تاريخ ناقمًا على نظام الحكم في بلده أوكرانيا، يتحدث مع الطلاب حول سخطه على الحكومات، والترف الذي تعيشه السلطات الحاكمة، الأمر الذي يستغله أحد الطلاب ويصوره أثناء حديثه ذاك، ومن ثم يتداول الفيديو تداولًا واسعًا، ويحظى على تأييد جماهيري واسع، نظرًا لأن الشعب ساخطًا هو الآخر على النظام.
وبعد تداول الفيديو، يتم فتح الانتخابات الرئاسية، فيترشح مدرس التاريخ، وبالفعل يستطيع أن يصل إلى سُدة الحكم بتأييد شعبي واسع، ويحصد أكثر من 67% من الأصوات الناخبة.
الأمر نفسه حدث في الحقيقة بعدما يقرب من سنتين على طرح ذلك المسلسل، إذ أسس الرئيس الأوكراني حزبًا يحمل نفس اسم المسلسل «خادم الشعب» في 2017، واستطاع أن يتدرج حتى وصل إلى الانتخابات الرئاسية، وفاز على نظيره ليضحى بالفعل حاكمًا للبلاد في عام 2019.
نبوءات المسلسل لم تتوقف عند ذلك الحد، إذ تعرض الأحداث نزول مدرس التاريخ هذا إلى الأراضي الأوكرانية، ليكتشف أن هناك مدنا هجرها أهلها بسبب الخوف من اندلاع الحرب مع أي جهة خارجية أو داخلية من الأقليات الحاكمة، إذ أن الأقليات التي تعرف بـ«الأوليغارشية والبيروقراطيين»، كانت مسيطرة على الحكم قبل أن يصل إليه بطل العمل، وتعيش في الملذات، بعيدًا عن مشكلات الشعب الحقيقية.
هذا الأمر قد تحقق في الواقع بالفعل، إذ نزح الكثيرون من أوكرانيا، خلال الأيام الماضية، خوفًا من الحرب مع روسيا، بعدما ظهرت بوادر قوية تنبيء باندلاعها، حتى قامت الحرب بالفعل وأعلنت حالة الطواريء.
على الرغم من عرض أحداث الفيلم في إطار كوميدي ساخر، إلا أنه بالفعل قد تحققت بعض أحداثه، ولكن تُرى هل تتحقق باقي الأحداث التي عرضها المسلسل، من عودة الحكم إلى نظامه القديم (حكم الأقليات) ولكن مع تغيير في الآية والعودة إلى الوراء أكثر ورجوع أوكرانيا إلى الاتحاد السوفييتي من جديد، أم أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد؟