ردود أفعال غاضبة..القصة الكاملة لأزمة الطلاب العرب في أوكرانيا
يقبل على أوكرانيا عدد كبير من الطلاب العرب بسبب تكاليف التعليم المنخفضة، وتسهيل عملية القبول، وارتفاع معدلات التوظيف، وانخفاض نفقات المعيشة، ولعدم حاجتهم لأي اختبارات للغة، واقتصار سنوات دراسة الطب إلى 5 سنوات فقط، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة التعليمية في مجالي الطب والهندسة بالأخص.
وتستضيف أوكرانيا آلاف الطلاب من مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.فيمتلك المغرب ثاني أكبر جالية طلابٍ أجانب في أوكرانيا، حيث تقدر بثمانية آلاف طالب،ويحتل الجزائريون المركز الرابع بحسب موقع وزارة التعليم الأوكرانية.
في حين تمتلك مصر 3500 طالب هناك، إلى جانب أعدادٍ كبيرة من الطلاب اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات الأوكرانية.وقد نظّمت عائلات الطلاب العالقين في أوكرانيا احتجاجاتٍ بمصر والمغرب ولبنان قبيل تصعيد النزاع، حيث طالبوا حكوماتهم بإعادة أقاربهم إلى أرض الوطن.
دعت أكثر من 12 دولة عربية مواطنيها إلى المغادرة، منها المغرب والأردن ولبنان ومصر، قبل أسبوعين من بدء الهجوم.لكن أغلب الطلاب لم يتمكنوا من المغادرة منذ بدأ التهديدات الروسية، بسبب كثرة الإجراءات الإدارية، والارتفاع الهائل بأسعار تذاكر الطيران واستغلال شركات الطيران للمغالاة في نفقات السفر، والتي لم تكن لتتوفر مع طلبة مغتربين. لكن اندلاع الحرب بالفعل عجل بخروج الطلاب من أوكرنيا للدول المحيطة بها عبر الطرق البرية ومن هناك ترسل كل دولة لرعاياها طائرات خاصة لإجلائهم.
ردود أفعال غاضبة من قبل الطلاب وأولياء أمورهم إزاء تعامل الحكومات العربية مع الأزمة وكيفية مساعدة الطلاب، ففي المغرب تجمعت عدة عائلات أمام مقر وزارة الخارجية في الرباط مبدية قلقها إزاء مصير أبنائها. ووفق وزارة الخارجية المغربية أنهم قاموا بتسيير رحلات خاصة لمواطنيها من الدول المجاورة لأوكرانيا إلى الدار البيضاء بسعر ثابت.
بعد بدء الهجوم على أوكرانيا واحتدام الاشتباكات، وإغلاق المجال الجوي، زاد الوضع سوءً بالنسبة للطلبة العالقين هناك. فبدأت الخارجية المصرية في التعامل مع الأزمة، حيث طالبت السفارة المصرية رعاياها بعدم الخروج من المنازل، والاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية، لحين استقرار الأوضاع، لكنه البيان أثار ضيق المصريين المستنجدين بإخوانهم وسلطاتهم. وانهالت الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي لما يعانيه الطلاب ومشاهد من كيفية الفرار من مناطق الصراع ومهاجمة للسلطات المصرية في تعاملها مع الأزمة.
وفي بيروت، نصح وزير الخارجية والمغتربين، اللبنانيين في أوكرانيا بالبقاء في أماكن آمنة لحين جلاء الأمور جراء عدم وجود ممرات آمنة لمغادرتهم. وكلفت الخارجية هيئة رسمية لإجلاء اللبنانيين الذين لجأوا الى بولندا ورومانيا.تبذل أغلب الدول عربية أخرى جهودًا لإجلاء مواطنيها،فتعتزم تونس، التي لا تمتلك تمثيلًا دبلوماسيًا في أوكرانيا، إرسال طائرات إلى بولندا ورومانيا لإعادة من يرغب من رعاياها البالغ عددهم 1700، ثمانون في المئة منهم طلاب. وحدّدت ليبيا، وفق سفارتها، نقاط تجمع في أوكرانيا لرعاياها البالغ عددهم ثلاثة آلاف شخص، على أن يتمّ إجلاؤهم الى سلوفاكيا.
أما الجزائر فقد شكلت موقف مغاير تمامً حيث تربطها بروسيا اتفاقيات عسكرية، إذ لم تدع نحو الف طالب في أوكرانيا الى مغادرة البلاد. لكنها حثتهم على "توخي الحذر الشديد وعدم مغادرة منازلهم إلا في حالات الطوارئ".
العديد من حملات الضغط على مواقع التواصل الاجتماعي بفعل الفيديوهات التي ينشرها الطلاب العالقين في مناطق التوتر، حيث يستنجد هؤلاء الطلاب بدولهم،مثلت هذه التحركات ضغوط كبيرة على الدول العربية لإجلاء رعاياها من أوكرنيا خاصة مع احتدام المعارك الدائرة وقصف منشئات نووية أوكرانية، مما يجعل المتسقبل مجهول بالنسبة لما ستؤل إليه الحرب.