كشف سر 3 جثث تخلص منها.. قصة خطأ وحيد ارتكبه «سفاح الميكروباصات»
بنفس الوتيرة، وبأسلوب القاتل المتسلسل، أنهى «منصور» مهمته الأخيرة، تخلص من «محمد»، وسرق سيارته الميكروباص، ورحل آمنا إلى بيته، وترك الميكروباص الذي سرقه في أحد الجراجات بمنطقة أوسيم، حتى يتمكن من بيعه في اليوم التالي بعد تقطيعه، لكنه غفل عن بقعة دم وحيدة، أودت به إلى مقربة من حبل المشنقة، وكشف هو بدوره عن سلسلة من الجرائم ارتكبها بنفس الطريقة.
بداية توغل المتهم في مجتمع السائقين
سبع سنوات قضاها المتهم، متخفيا في مجتمع سائقي الميكروباص بمنطقة شبرا الخيمة، حتى اعتبره السائقون واحدا منهم، اندمج معهم رغم بعد المسافة بين بيته بمحافظة الجيزة ومكان الموقف، لكنه لم يكن يبحث عن الرزق الحلال، وبدأ في استخدام الثقة الممنوحة له في اصطياد الضحايا واحدا تلو الآخر؛ ليسرق منهم السيارات ويبيعها خردة بمبالغ زهيدة، بحسب التحقيقات.
كيف يصطاد المتهم ضحاياه؟
أقارب الضحية الأخيرة، السائق محمد شوقي، قالوا إن المتهم نفذ جريمته بحرفية، واصطحب المجني عليه بحجة توصيله لمشوار بالسيارة مقابل مبلغ 600 جنيه، واستدرجه لمنطقة قريبة من محل سكنه، ونفذ جريمته بذبحه، واستولى على السيارة وهرب، لكن ما كشفته التحريات أن المتهم ترك السيارة في جراج، ليأخذها في اليوم التالي، لكن بقعة دم على السيارة أثناء إنزاله الجثة منها، دفعت عاملا بالجراج للشك في الأمر، وإبلاغ الجهات الأمنية، التي ربطت الأحداث، وألقت القبض على المتهم، الذي اعترف بجريمته.
جرائم مختلفة تحمل بصمة المتهم
لم يكن الأمر مجرد صدفة، عندما علم الأهالي بالواقعة، وتذكروا على الفور «أحمد سكينة»، ليعترف المتهم أيضا بتنفيذ جريمة قتله بالطريقة نفسها وتخلصه من الجثمان، عقب سرقة السيارة منه، لكن الأمر كان قد مرت عليه فترة، وظن المتهم أنه نفذ جريمة كاملة، لن يتم الكشف عنها للأبد.
وبالتبعية، اتهمت أسرة سائق بالقليوبية المتهم بسرقة سيارته وقتله أيضا، وإلقاء جثته في أحد المصارف بقليوب، ليصبح المتهم في مرمى اتهامات عدة بالقتل من أجل السرقة، فيما اتهمه الأهالي بارتكاب تلك الجرائم بدافع الحاجة لتعاطي المواد المخدرة، وهو ما تجري حوله جهات التحقيق إجراءاتها القانونية تجاه المتهم، الذي لن يذهب بعيدا عن حبل المشنقة حال ثبوت تلك الاتهامات عليه.