رفضت تعيش في الحرام.. لماذا أشعل علي النيران بـ هناء في الشارع قبل الإفطار؟
لم يكد يمر 30 ليلة على ترك "هناء" منزل زوجها "علي"، بعد طلاقها شفويا أثناء مشاجرة حدثت بينهما؛ ما أن بادرها الزوج بإلقاء مادة قابلة للاشتعال ـ"بنزين" ـ وأشعل النيران بجسدها أمام والدها وصغارها "محمد وكارما"، أثناء تحضيرها وجبة الإفطار بمحل والدها ـ فرش خضروات ـ بعدما رفضت العيش معه في الحرام.
قبل نحو 6 أعوام، تعرف "علي" (35 عامًا)، على "هناء "(27عامًا)، أثناء شرائه خضروات من والدها "حسن" بسوق قرية نكلا؛ تقدم لخطبتها وبعد 5 أشهر أقُيم عرسهما بقرية منشية رضوان وسط الأهل والأحباب، وانتقلا للعيش سويا داخل شقة أستأجرها الزوج، لم تبعد سوى أمتار عن محل والدها ـ فرش خضروات بسوق القرية.
في عام زواجهما الأول رزقا الزوجين بطفل "محمد" (5 سنوات)، ثٌم "كارما" (3سنوات)، بعدها حياتهما تحولت لصراع وخلاف كون الزوج دائم الانقطاع عن العمل، ولعدم تحمله مصاريف أطفاله، فضلا عن تعاطيه المواد المخدرة: "كان يشتغل نص شهر ونص الثاني يصرف اللي يشتغل بيهم"... على حد قول والدة الضحية.
زيجة "هناء" كانت بمثابة خلافات مستمرة مع شريك حياتها "على"، حتى ضاقت بها السبل وتركته غاضبة بعدما ألقنها علقة ساخنة، وطلقها أمام أطفالها مطلع شهر مارس الماضي: "حلف عليها يمين الطلاق 3 مرات قدام عيالها"... تقولها والدة هناء.
مساعي أهل الخير لإتمام الصلح الزوجين جميعها باءت بالفشل بسبب تعنت الزوجة وإصرارها على الاستمرار في عدم العيش مع "علي" إلا بعد ردها من خلال مأذون شرعي أو في دار الافتاء المصرية: "كان عايز يرجعها وتعيش معاه في الحرام.. بس هي رفضت".
عقب خروج المصلين من أداء فريضة الجمعة الأولى من شهر رمضان، اصطحب "علي"، والد زوجته "حسن"، وتوجها سويا لدار الافتاء المصرية بالقاهرة، لمعرفة شروط رد زوجة بعدما طلقها ثلاث مرات شفويًا أمام صغارها وليس كان بصدد من قبل أي جهة رسمية أو عرفية: "جه أخد أبويا وراحوا دار الافتاء عشان يردوا اختي هناء".
طالبت دار الإفتاء من "علي"، أن يطعم 60 مسكينًا ودفع مبلغ مالي 300 جنيها ـ شرط العودة على ذمته مرة أخري ـ مالط الزوج على عدم تنفيذا الفتوي بعدما تحجج أنه لم يمتلك أموال لفعل ذلك:"اختي طلعت تقف مع أبوها في السوق، جوزها جه عايز يرجعها بالعافية قدام الناس". تقولها شقيقة المجني عليها.
مشادة كلامية حدثت بين الزوجين وسط مرأي ومسمع الأهالي اصطحب ابنته "كارما" من والدتها بحجه شرائه لها بعض الحلوى، فور عودته بادر "هناء" بمادة قابلة للاشتعال "بنزين" على جسدها وأشعل النيران بها: "كان مخطط إنه يحرقها وغفلها بعد ما أخد منها بنتها وهرب".
3 ليالي ظلت "هناء حسن"، تصارع الموت داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المطرية، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة إثر هبوط حادة في الدورة الدموية عقب تعرضها لحروق عمياء من الدرجة الأولي:"أختي ماتت محروقة عشان رفضت تعيش في الحرام".
كانت البداية عندما تلقى قسم شرطة منشأة القناطر بلاغا من الأهالي يفيد بوجود زوج بإضرام النيران في جسد زوجته أعلى كوبري نكلا بدائرة القسم، أمكن تحديد هوية المتهم وتم ضبطه، واعترف بارتكابه الجريمة.
وجدد قاضي المعارضات محكمة شمال الجيزة الجزئية حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.