ليس الملوك وحدهم.. حكاية الخادم إدريس صاحب أشهر جنيه مصري
يصعب أن تجد عملة ورقية أو معدنية دون نقوش غائرة أو بارزة على وجهيها تبرز أهم المعالم والأشخاص في تاريخ الدولة التي سُكت في عهدها، إذ تحمل كل عملة العديد من الدلالات التاريخية أو السياسية وتكون ذات صلة وثيقة بفترات أو أشخاص تركوا أثرا كبيرا في تاريخ البلد، وأغلبهم من الزعماء السياسيين.
وصاحب أشهر جنيه في تاريخ مصر الحديث لم يكن مناضلا أو زعيما سياسيا، بل كان فلاحا بسيطا ترجع أصوله إلى الأهالي الوافدين من جنوب مصر للعمل في حاشية الملك وخدمته، ما تسبب في شهرة واسعة لـ«الجنيه» عند طباعته وقتها، ولا تزال تلك الشهرة تزداد مسببة ارتفاع قيمة العملة القديمة وسعرها في سوق العملات التاريخية، فمن هو؟ وما حكايته، وكيف وصل إلى تلك المكانة لتُطبع صورته على أول جنيه ملكي؟
حكاية جنيه «عم إدريس» الملكي
يرجع تاريخ جنيه عم إدريس إلى العصر الحديث، إذ جرى صكه عام 1924، كأول جنيه ملكي في عهد الملك فؤاد الأول، حاكم مصر والسودان في ذلك الوقت، ولم يكن عم إدريس الأقصري، سوى فلاحا بسيطا شاءت الصدفة أن يعمل في خدمة «الأمير فؤاد» منذ طفولته كأحد أفراد الحاشية، ولم يكن حينها من المقربين، بحسب محمود حنفي، تاجر وهاوي عملات قديمة.
استيقظ «إدريس» ذات يوم ليسرع إلى قصر الأمير فؤاد حاملا له بشارة؛ مفادها «أبشر يا فؤاد بمُلك مصر»، لتصبح فيما بعد الرؤية التي غيرت مصير «عم إدريس»، إذ تحقق ما رآه بمنامه ليصبح فؤاد الأول ملك مصر والسودان، وكذلك أصبح الفلاح البسيط خادم سيده الأمين فيما بعد.
وكرم الملك، عم «إدريس» بوضع صورته على عملة مصر في ذلك الوقت وهي الجنيه، فهو صاحب البشرى التي حملت المُلك وعرش مصر لـ فؤاد الأول، ليظل ملازما له حتى وفاته.