ألم يطلب منك شيطانك أن تكف؟..هذا ما قاله القاضي لقاتل الطفلة سجدة قبل الحكم باعدامه وأول تعليق من والدها
قضت محكمة جنايات كفر الشيخ، برئاسة المستشار مدحت أبوغنيم، الأربعاء، بالإعدام شنقا على المتهم بقتل الطفلة سجدة، بعد أن أحالت أوراقه إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
وقبل النطق بالحكم، خاطب المستشار مدحت غنيم، رئيس المحكمة، المتهم قائلا: «علامات الـ60 على وجهك، واشتعل الرأس شيبًا، فقد جئت شيئا إدا وامتطيت جواد سفالاتك، وسلكت درب الهاوية وسبحت في بحر قاذوراتك، واستدرجت الطفلة سجدة وسنها دون الخامسة، في مكان بعيد عن أعين الرقباء، ونزعت عنها دثارها، كاشفًا عورتها خادشًا الحياء منها».
وأضاف مخاطبا للمتهم: «حسرت عنك ملابسك، بائنا سوأتك، ولفحتها بأنفاسك الكريهة، وطأتها، بل سال الدم من مكمنها، وشُلت مقاومتها، وخالت قواها من ضعف، استعطفت واسترحمت، صرخت وصراخها ذهب أدراج الرياح، أنت وصمتت وصمتها مزق سكون الكون من حولها، فاضت روحها إلى بارئها، حملتها بآثامك إلى زوجة ابنك، طالبا لها الحياة بحقنة دواء، وأبت الصغيرة العودة بعد أن ذاقت حلو الفناء».
وتابع: «هل صحبك شيطانك أم انت الذي اصطحبت؟، ألم يطلب منك أن تكف؟.. لقد اعتراه الخزي.. إن لم يكن لك دين فعلى الإنسانية أجب، كيف تحيا بعد أن جعلت عمر الصغيرة كلحظات التعبد في المحراب؟، وكدقائق الوقوف على جبهات القتال؟، ولحظات الاحتضار والميلاد.. جمعها كلحظة فراق».
وأكمل: «أنه بالاطلاع على المواد والإجراءات الجنائية حكمت المحكمة حضوريًا، أولا: بمعاقبة نورهان عبدالنعيم بالسجن لمدة عام واحد، ثانيًا: وبإجماع الآراء بمعاقبة جمال أحمد بالإعدام شنقًا».
وعلق والد الطفلة سجدة، بعد الحكم قائلًا: «الحمد الله هنروح انهارده مجبورين الخاطر، أنا فرحان حق بنتي رجع، هروح لسجدة المقابر أفرحها، عندنا قضاء عادل، وأقول لوالدة سجدة ارتاحي حقها رجع».
وتبين من أوراق القضية أن المتهم الأول قتل المجنى عليها عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، بأنه حال إبصاره إياها بالطريق العام اختمرت برأسه فكرة مواقعتها بغير رضاها، فاستدرجها بالحيلة إلى مسكنه، متخذا صغر سنها وبراءة طفولتها موطنا لذلك، وما إن جنح بها قصيًا عن أعين الأنام حتى طرحها أرضا كى يقضى منها وطرا، وما إن أطلقت صياحها مستغيثة حتى كتم فاها ورطم رأسها أرضا قاصدا من وراء ذلك إزهاق روحها ومحدثا إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية الخاص بها، والتى أودت بحياتها على النحو المثبت بالتحقيقات.