الأب رفض يجوزني بنته فقتلتهم زي الفراخ.. المتهم يروي تفاصيل مذبحة الريف الأوروبي الوحشية
«لقد نفذ الجاني جريمته بطريقة وحشية».. هذه الكلمات قالها محقق النيابة بمجرد وصوله إلى مسرح جريمة الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد بأكتوبر، ومشاهدته لجثث الضحايا الخمسة، دماء الأب و4 من أفراد أسرته تغطي أرجاء الطابق الأول من الفيلا، مسرح الجريمة، وهي عبارة عن فيلا من الطوب «الأحمر» تحت الإنشاء، مملوكة لرجل أعمال.
توقف المحقق عن الحديث مع سكرتير النيابة الذي يدون الملاحظات التي ترصدها النيابة العامة في مسرح الجريمة، وبدأ في مناظرة الجثامين، وتبين أن الضحايا مقتولون نتيجة التعدى عليهم بآلة حادة «سكينا»، وتبين من خلال الإصابات أن الجاني «المجهول» ذبح الضحايا واحدا تلو الآخر وبدا بقتل الابنة الكبيرة في المزرعة، وبعد ذلك توجه إلى الفيلا، وذبح باقي الضحايا ولم يترك أحدا «حيا»، في مكان الحادث لم يكن هناك شاهد يُدلي بأي معلومات أو تفاصيل عن الجريمة، الجميع ماتوا، تفاصيل المعاينة والمناقشة التي جرت بمعرفة الجهات الأمنية والقضائية التي قادت للوصول لمرتكب الواقعة جاءت كالتالي:
5 جثث داخل مزرعة بالريف الأوروبي بالشيخ زايد
كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة من عصر يوم الخميس الماضي، ورد اتصال هاتفي لرئيس مباحث الشيخ زايد من أفراد أمن الريف الأوروبي بالعثور على جثمان خفير وأبنائه وأحفاده داخل فيلا تحت الإنشاء بالريف الأوروبي.. بمجرد انتهاء الاتصال.. توجه رئيس مباحث بصحبة قوة من المباحث إلى مسرح الجريمة.. عبارة عن منطقة صحراوية بداخلها فلل تحت الإنشاء ومزارع ومحاطة بسور خرساني يصعب على أي شخص تسلقه.. بمجرد وصول ومشاهدته للجثامين.
وأبلغ اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة للمباحث، وبسرعة وصل مدير المباحث وبصحبته فريق من إدارة البحث الجنائي على رأسهم اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية، والعميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والعقيد محمد ربيع مفتش مباحث الشيخ زايد، وانتشرت القوات في محيط المكان، وحضر محقق النيابة، وبدأ في مناظرة الجثامين التي أكدت الآتي «أن هناك محاولة لاغتصاب أحد الضحايا وذلك بعد أن أثبتت المعاينة والمناظرة أن هناك تمزقا في ملابسها وآثارا لجلد في أظافرها، ما يشير إلى أنها كانت في حال دفاع عن نفسها، وأنها مصابة بجرح ذبحي في رقبتها، وعلى بعد عدة أمتار عُثر على جثمان والدها وباقي الأطفال جثث في أماكن متفرقة في مسرح الجريمة - فيلا مكونة من طابقين بالطوب الأحمر وجميعهم مصابون بخروج ذبحية في الرقبة، ما يشير إلى أن المتهم طارد الضحايا».
من القاتل؟.. طليق إحدى الضحايا أم مستأجر المزرعة؟
انتهت النيابة العامة من المعاينة والمناظرة، وقررت عرض الضحايا على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، بينما كان محقق النيابة يعاين ويناظر الجثامين، كان اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة للمباحث، يشرح لفريق العمل المكون من 20 ضابطا من إدارة البحث الجنائي، خطة البحث التي استهدفت الآتي: «فحص علاقات المجني عليه لبيان عما إذا كان هناك عداوات أو خصومة ثأرية تستدعي ارتكاب الجريمة البشعة.. وأيضا فحص المترددين على مكان الواقعة.. والبحث عن الأشخاص المختفين بالتزامن مع ارتكاب الجريمة».
بمجرد الانتهاء من سماع خطة البحث، بدأ فريق البحث مناقشة جميع العاملين والمترددين على المكان لبيان عما إذا كان لهم علاقة بالحادث أو شاهدوا شخصا غادر مسرح الجريمة في وقت معاصر للمذبحة، وبعد فحص قرابة 120 شخصا توصلت التحريات والمعلومات إلى أن هناك شخصين كانا موجودين في مكان الحادث وغادرا عقب الجريمة مباشرة، وأنهما طليق الفتاة التي عثر عليها ممزقة الملابس - الابنة الكبرى للأب وأيضا مستأجر المزرعة تم استئذان النيابة العامة لضبطهما ومناقشتهما حول ملابسات الجريمة.
جرح في الرقبة كشف الجريمة
تم ضبط طليق إحدى الضحايا وهي الابنة الكبرى للمجني عليه، وأنكر ما نُسب إليه من اتهامات أثناء مناقشته حول ملابسات الواقعة، وأكد أمام رجال المباحث أنه كان على خلاف بسبب الطلاق ولكنه لم يرتكب الجريمة.
بينما كانت قوة من المباحث تناقش المشتبه فيه الأول، تمكنت قوة من مباحث الشيخ زايد من ضبط مستأجر المزرعة وهو المشتبه فيه الثاني، وتبين أنه مصاب بجرح في الرقبة، وتمت مواجهته بارتكابه للواقعة ومحاولته الاعتداء على إحدى الضحايا وأنها قاومته وتسببت في إصابته وأن هناك آثار جلد في أظافرها.
وجاء في محضر الشرطة والتحريات أن المتهم - مستأجر المزرعة اعترف بارتكاب الواقعة قائلا: «قتلتهم زي الفراخ.. أبوها مكنش عايز يجوزها ليا بعد ما صرفت عليها فلوس كتير.. حاولت معها.. رفضت قتلتها وأبوها جه قتلته.. ومكنش حاسس أنا بعمل إيه لحد ما خلصت على كل اللي في الفيلا.. وبعدين اتحركت في هدوء وروحت على بلدنا في سوهاج».
وعقب الانتهاء من المناقشة تمت إحالة المتهم للنيابة التي باشرت التحقيق.