محاولة اغتصاب انتهت بـ 5 جثث.. ماذا حدث في مزرعة الريف الأوروبي من واقع بيان النيابة العامة؟
انتاب "محمد. ع" -نجل المجني عليه في مذبحة الريف الأوروبي- حالة من القلق مساء الخميس الماضي، بسبب اتصاله الدائم بوالده وأفراد أسرته دون استجابة منهم.
حالة القلق التي سيطرت على نجل الضحية دفعته للهذاب إلى مكان تواجد والده داخل مزرعة كائنة بالريف الأوروبي في الشيخ زايد، ليتفاجأ بجثث والده وأشقائه وطفلين مذبوحين داخل المزرعة.
اكتشاف الجريمة
الوضع الكارثي دفع "محمد" لإبلاغ قوات الأمن بعثوره على جثث الضحايا، بطريقة قتل واحده؛ حيث يوجد قطعُ في منطقة الرقبة في جميع الجثث التي وجدها في أماكن متفرقة من المنزل وسط بركة من الدماء، وهو ما جعله يتجه نحو فكرة أن الجريمة تمت بدافع الانتقام.
جيران ضحايا المزرعة، كانت شهادتهم محورية للغاية أثناء محاولات جهات التحقيق بالجيزة كشف ملابسات الواقعة، وتبين من التحقيق أن الأسرة مكونة من 4 أشخاص، اثنان منهم ابنا غفير المزرعة،
يبلغ عمر أحدهما 24 سنة والآخر 17 سنة، واثنان من أحفاده يبلغ عمر أحدهما 8 سنوات والآخر 6 سنوات.
وزارة الداخلية بدورها أعلنت ملابسات الواقعة، حيث تبين نشوب خلافات إجتماعية بين (أحد الأشخاص " المجنى عليه –مزارع") وشريكه بمزرعة مؤجرة بذات المنطقة ( الجانى )، وذلك لإرتباط الجاني عاطفيًا بإحدى كريمتي "المجنى عليه".
وقام الجاني على إثرها بالتعدي على "المجني عليه" وقتله ونظرًا لكونه معروف لدى بقية الأسرة ولخشية إفتضاح أمره قام بالتعدي بالقتل على كريمتي المجني عليه وحفيديه، وهرب عقب ذلك، أسفرت
التحريات عن تحديد مكان تواجده بمحافظة سوهاج، وأمكن ضبطه وبمواجهته أقر بإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
5 ضحايا وتحديد المتهم
وعلى صعيد النيابة العامة فقد أمرت بحبس المتهم بقتل خمسةٍ -هم مزارع وابنتاه وحفيداه- بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، بعدَ ضبطه واستجوابه وإقراره بارتكاب الواقعة، والاستماع لأقوال سبعة شهود، وإجراء المناظرة والمعاينات اللازمة.
وقالت النيابة العامة؛ في بيان لها؛ اليوم الأحد؛ إنها تلقت إخطارًا في السادس والعشرين من شهر مايو الجاري بالعثور على جثامين المجني عليهم الخمسة بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد، بالتزامن مع ما تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من أنباء حول الواقعة، فباشرت النيابة العامة تحقيقاتها على الفور.
وقد استهلتها بالانتقال للمزرعة مسرح الواقعة لمعاينتها وإثبات ما بها من آثار، فتبينت تواجد الجثامين بعقار داخل المزرعة وبين المزروعات، وأن إصاباتهم قد تعددت ما بين ذَبحيَّة وطَعنيَّة وقَطعيَّة، كما عثرت النيابة العامة على آثار دماء كثيرة متفرقة بمسرح الواقعة، وضبطت سكينًا به آثار دماء، وعليه فقد كلفت النيابة العامة خبيرَ الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية برفع كافَّة الآثار المعثور عليها لفحصها، كما كلفت أحدَ الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثامين المجني عليهم لبيان سبب وكيفية حدوث وفاتهم.
شهادة ذوي المجني عليهم
وقد استمعت النيابة العامة لعدد من ذوي المجني عليهم، فشهدوا بأن المزارعَ المجنيَّ عليه كان يعمل بالمزرعة، ويعاونه في عمله ابنتاه المجنيُّ عليهما، وفي رفقتهم الحفيدان، وأنهم قد اعتادوا التواجد بالمزرعة طيلةَ أيام الأسبوع ومغادرتها في نهايته عائدين لمسكنهم، وكان يشاركهم في العمل رجلٌ آخر يتولى بيعَ ثمار المزرعة، ويُقيم معهم بها، ولمَا ارتاب ذوو المجني عليهم في أمرهم يوم الواقعة لعدم عودتهم إلى مسكنهم، وظنوا أنَّ مكروهًا أصابهم، قصدوا المزرعة واكتشفوا حينئذٍ مقتلَهم جميعًا.
وقد كلفت النيابة العامة الشرطة بإجراء التحريات حول الواقعة، والتي تمكنت من تحديد هُويّة مرتكبها، وأنه ذلك الذي كان يشارك المجنيَّ عليهم في العمل بالمزرعة والإقامة بها معهم، وأنه في بداية العقد السادس من العمر، وبينت تحريات الشرطة تفاصيل ارتكابه الجريمة، وأنَّ باعثَه عليها هو ضبطه حالَ شروعه في التعدي على إحدى المجنيِّ عليهما وافتضاح أمره، الأمر الذي دفعه لقتلهم جميعًا، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره.
كيف نفذ المتهم جريمته؟
ونفاذًا لذلك ألقي القبض عليه واستجوبته النيابة العامة فيما هو منسوبٌ إليه من ارتكاب جريمة القتل العمديّ بظروفها المشدّدة، فأقرَّ بقتله المجنيَّ عليهم الخمسة، وأوضح أنه عقب رفض المجنيِّ عليه زواجَه بابنته، أوغَرَ ذلك صدرَه، وقرَّر الثأر لنفسه بالتعدي عليها جنسيًّا لعلمه باستقامتها وحسن أخلاقها، رغبةً في إذلالها وذويها، فاشترى مخدِّرًا لوضعه في شراب في متناول أيديهم، حتى يتحين فرصة للنيل من المجني عليها، وادَّعى أنه خلال ذلك حدثت مشادَّة بينه وبين المزارع المجنيِّ عليه، فطعنه خلالها بسكين ونحَرَ عنقه، وقتل الباقين خشيةَ افتضاح أمره، ثم ألقى السكين بمسرح الحادث حيث ضبطتها النيابة العامة، وقد اصطحبته للمزرعة محل الجريمة حيث أجرى محاكاة مصورة لكيفية ارتكابها، وأرشد عن المشروب الذي وضع به المخدِّر.
هذا، وقد اتخذت النيابة العامة عدّةَ إجراءات لتحقيق إقرار المتهم وكشف كافة ملابسات الواقعة وجمع الدليل بها، وستُعلن النيابة العامة عنها فورَ انتهاء التحقيقات.
وتؤكد النيابة العامة أنَّ جماع أقوال الشهود، وما أقرَّ به المتهم في التحقيقات، وما توصلت إليه التحريات، كل هذا ينفي ما تداوله البعضُ في مواقع التواصل الاجتماعي من وجود علاقة غير شرعية بين إحدى المجني عليهما وبين المتهم، وأن تلك العلاقة هي الباعث على ارتكاب الجريمة.
وفي هذا السياق تُحذّر النيابة العامة من الخوض في ملابسات تلك الجريمة أو غيرها من الجرائم خلالَ مباشرتها التحقيقات؛ صونًا لسلامتها وصحتها، وتجنبًا لرمي الناس بالباطل، مما قد يُعرّض البعض للمساءلة القانونية والعقاب، وتُهيب بالكافة إلى ضرورة الالتزام بما تصدره النيابة العامة وحدَها من بيانات رسمية في الجرائم الجنائية في حدود العلانيَة النسبية التي تُقدّرها، بما لا يضر بسلامة التحقيقات، ويحفظ مبدأ الشفافية، وحق المجتمع في المعرفة والبيان.