سد النهضة.. هل تتأثر مصر من بدء الملء الثالث لبحيرة السد الإثيوبي؟
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن كل ملء يتم احتجازه في سد النهضة، يأخذ من حصة دولتي المصب مصر والسودان، مضيفًا أن الأقمار الصناعية رصدت رفع جانبي السد ومنطقة الوسط تمهيدًا للملء.
وأضاف شراقي أن ما رصدته الأقمار الصناعية يفيد بارتفاع 5 أمتار بينما المستهدف 20 مترًا، لافتًا إلى أن المعروف عن إثيوبيا أنها تخزن كميات أقل مما تعلن عنها بالفعل.
وأثارت تصريحات لمدير مشروع سد النهضة كيفلي هورو، حول بدء الملء الثالث للسد في أغسطس وسبتمبر المقبلين، حالة من القلق، حيث إنها المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول إثيوبي بإمكانية تأثر مصر والسودان بعمليات ملء السد، لأول مرة منذ بدأ المشروع في 2011.
وتابع شراقي: "المخاطر تنقسم إلى نوعين، مخاطر سياسية وأخرى مائية"، مؤكدًا أنه في حال وصول إثيوبيا إلى 18.5 مليار متر مكعب لن تتضرر مصر حاليًا نتيجة للمشروعات التي نفذتها الدولة من محطات معالجة وجسور وتأهيل للترع.
وأشار خبير الموارد المائية، إلى أن التخزين الثالث لسد النهضة الإثيوبي سيكون تأثيره محدود على مصر، لأن التعلية لن تتخطى أمتارًا معدودة، مضيفًا: "إثيوبيا تحتاج لوضع حوالي 1.3 مليون متر مكعب خرسانة قبل منتصف يوليو المقبل، وهذا شبه مستحيل".
وفي ذات السياق أكد الدكتور عدلي سعداوي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، أن التأثير لن يكون حالي بل سيكون على المدي البعيد، موضحًا أن إثيوبيا لن تخزن أكثر من من 2 إلى 3 مليارات متر مكعب هذا العام.
وأضاف سعداوي، أن الخطر يتمثل في التخزين قبل معرفة حجم الفيضان، وهو ما تحذر منه القاهرة خصوصًا في فترات الجفاف والجفاف الممتد، لافتًا إلى أن مصر مازلت تتبع سياسية حشد المجتمع الدولي والدفع بمبادرات الصداقة لحل الأزمة بشكل ودي.
كما لفت إلى خطورة تجاوزات إثيوبيا، مؤكدًا أن مصر قادرة على التعامل مع التهديد المائي، والاستمرار في الملء الأحادي الذي لن يصل إلى شيء.