سميرة ماتت جوعا..حكاية سيدة حبسها زوجها ومنع عنها الطعام في الصعيد
رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وصانا بحسن معاملة المرأة قائلا " رفقًا بالقوارير" ولكن فى قصتنا اليوم جريمة اهتزت لها القلوب واقشعرت لها الأبدان مثلما وصفتها النيابة فى مرافعتها، بعدما تجرد زوج من كل سبل الرحمة وحبس زوجته الشابة لأيام متصلة بدون شراب ولا طعام حتى لفظت أنفاسها الأخيرة جوعا، ثم دفنها فى غرفتها.
الحكم بالإعدام على قاتل زوجته
وقضت محكمة جنايات الأقصر برئاسة المستشار كمال فخري شمروخ، وعضوية المستشارين أحمد عصام الدين، ونهاد ابو النصر، أسامة أحمد محمود وكريم حسني وكيل النائب العام بإحالة أوراق المتهم الزوج " ابوالسعود بدري خليل " لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه بعد قتله لزوجته " سميرة أحمد سعد " والاحتجاز والتعذيب ومنع الطعام لمدة أربع سنوات.
وجاء فى مرافعة النيابة أثناء الجلسة قبل إحالة أوراق المتهم للمفتى حيث بدأ وكيل النائب العام الحديث قائلا: " نعرض الآن الوقائع لدعوى اهتزت لها القلوب واقشعرت لها الأبدان، أود في البداية أن أعرفكم على المجني عليها سميرة أحمد سعد، القتيلة وزوجها هو المتهم الماثل أمامكم " ابوالسعود بدري خليل "، إن الحياة وضعت سميرة تحت ظروف التفكك الأسري، انفصل والداها فذهبت للعيش مع امها بحثا عن الحنان والأمان، ولكن قضي الله من كنف الأم إلى كنف زوجة الأب وهنا ظهر في حياتها ذلك الرجل، رجل في العقد السادس أو السابع من العمر، له من الزوجات اثنتين وله من الأبناء الكثير ميسور الحال سخي المال، وخوفا من مجتمعنا إلى من لم تتزوج، قبلت ووضعت قبولها ذلك أول مسمار في نعشها ".
الجانى يتهم زوجته فى شرفها والأب يثبت عذريتها
واستكمل مرافعته قائلا:" وفي ليلة عرسها تلك الليلة التي تنتظرها كل فتاة سيدي الرئيس، دب أول خلاف بينهما، طعنها في شرفها.. اتصل بوالدها حينها وأخبره أن ابنته ليست عذراء فما كان من الأب المكلوم إلا أن هرول بابنته عارضا إياها على أحد الأطباء، وجاءت النتيجة حينها أن المتوفاة كانت حينها عذراء لم تمس شرفها أعادها والدها مرة أخرى إلى زوجها لكنه لم يكن يعلم ما تخفيه لها الأيام ".
نجل الجانى يتهم المجني عليها بعرض نفسها عليه
واضاف وكيل النائب العام:" أنجبت سميرة منه وكأن الحياة بدأت تبتسم لها وأرادت الحياة أن تعوضها عن شقائها وما لاقته من آلام، وأن تهب لها ما تبقى من حياتها بصيص أمل ولكن هنا كان للمتهم رأي آخر، أخذ طفلها وأهداه لزوجته الثانية، يا له من عقاب سيدي الرئيس وعلى اي فعل اقترفته، وهنا نعرفكم على أهم محاور تلك الدعوى، إنه أحمد أبو السعود نجل القاتل هرول ذلك الشخص وأخبره أن زوجته المجني عليها حاولت أن تهم به عارضة نفسها عليه، ترغب في نكاحه، فما كان من القاتل أن واجهها فأنكرت واعتصمت بشرفها، ولكن القاتل رأى في ذلك ذريعة للبدء في تنفيذ مخططه".
الاحتجاز فى المنزل ومنع الشراب والطعام
" بدأ في تنفيذ خطته ولكن بطريقة تحمل في طياتها الخبث والدهاء الشيطان ذاته لا يستطيع الوصول إلى تلك الطريقة، تنوعت الأساليب في ذهن المتهم، توصل لطريقة تبعد عنه الشبهات واختار الموت البطيء الموت بالاحتجاز والتعذيب والموت البطيء، طريقة ممنهجة ذكية ودقيقة، قرر احتجاز المتوفاة إلى رحمة مولاها في منزل الزوجية، قرية المدامود مركز شرطة طيبة، دون أن يترك لها المجال أن يزورها أحد أو حتى أن تخرج من ذلك المنزل، بتلك الوسيلة استطاع أن يحول منزلها لنعشها، الاحتجار ذاته قادر أن يصيب المجني عليها ببعض الأمراض العقلية لكي يوصل المتهم لمراده وهو القتل فاختار إتخاذ محور آخر يسهل عليه فعلته وهو منع الطعام، فأضحى لا يلقي لها من الطعام إلى فتاتا، قاصدا متعمدا ذلك، كان المتهم رحيما بكلابه أكثر من القتيلة، فكان يلقي له كل بضعة ايام كسرة خبز او ثمرة خضار لمدة أربع سنوات، فتموت كل ليلة جوعا وخنقا وضيقا في منزل الزوجية الذي رسمت فيه الآمال، أربع سنوات من القتل والجوع والموت البطيء والوحدة مخطط شيطاني تحكم عليها بمثل هذا العقاب ومثل هذه الميتة لمجرد قول "
القبض على الجانى واعترافه
وكان قد تلقى مدير امن الاقصر اخطارا من مركز شرطة طيبة يفيد بتغيب المجنى عليها منذ سبع ايام وكشفت بالتحريات التى قامت بها ادارة البحث الجنائي ان الزوج قتل زوجته بعد سبعة أيام من تعديه عليها وحبسها في المنزل ثم تخلص من الجثة من خلال دفنها في المنزل وصب عليها طبقة خرسانية حتى لا تفوح رائحة الجثة ويفتضح أمره واعترف امام النيابة بفعلته وارشد على مكان الجثة.