كارثة عالمية.. الجفاف يهدد 71 نهرا فهل بينها نهر النيل؟
يستحق العقد الثالث من الألفية الثالثة لقب عقد الكوارث، فمنذ بدايته يواجه العالم كله سلسلة من ألأزمات الطاحنة، بداية من تفشي وباء كورونا وليس ثم الحرب الأوكرانية وأزمات الغذاء والطاقة.
آخر حلقة في سلسلة الكوارث التي تضرب بشكل مباشر اقتصادات دول عظمى وتعمق أزمة الغذاء وإمدادات الطاقة، هي الجفاف الذي يهدد 71 نهرا في قارات مختلفة، ما ينذر بعواقب وخيمة محتملة على الصناعة والشحن والطاقة وإنتاج الغذاء والزراعة وسلاسل التوريد وتوليد الكهرباء.
ومن حسن الحظ أن نهر النيل ليس ضمن هذه الأنهار، كما لا يوجد أي تهديد لأنهار في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
واستعرض تقرير لشبكة سكاي نيوز عربية، قائمة الأنهار المهددة بالجفاف، ومنها على سبيل المثال:
1- نهر اليانجتسي بالصين.. انخفضت تدفقاته بشكل كبير لأول مرة منذ 157 عاما، فضلا عن تأثر 65 نهرا آخر بالجفاف في 34 مقاطعة صينية، ما يضرب الشحن النهري وبالتالي التجارة والاقتصاد.
2- نهر الراين الذي يعبر 6 دول أوروبية، انخفض منسوبه بمقدار الثلث، وهو ما خفض النقل النهري بنسبة 30%.
3- نهر لوار الأطول في فرنسا شهد انخفاضا حادا في منسوبه بعد جفاف روافده، وهو ما أثر على الزراعة والسياحة وصيد الأسماك، وتأثرت 4 محطات للطاقة النووية تستخدم مياهه في تبريد مفاعلاتها، ما قلل إنتاج الكهرباء.
4- نهر بو الذي يتدفق عبر شمال إيطاليا لمسافة تزيد على 650 كيلومترا، يواجه انخفاضا حادا في منسوب مياهه لأول مرة منذ 70 عاما، وهو ما يؤثر على ري المحاصيل ومياه الشرب.
5- الدانوب، أطول ممر مائي في أوروبا الغربية، انخفضت مياهه لمستوى قياسي، وهو ما فاقم مشاكل عبور سفن الشحن.
6- نهر كولورادو الأمريكي الذي يزود غرب الولايات المتحدة بالمياه ويتدفق إلى المكسيك، أصبح يعاني انخفاضا حادا في منسوب المياه.
تقول مجلة "أتالير" الإسبانية إن جفاف الأنهار الرئيسية تسبب في مشكلة لوجستية واقتصادية دولية، تضاف لقضايا ارتفاع التضخم وغلاء أسعار الغذاء في عدة بلدان، كما فاقم أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب الأوكرانية.
وأشارت في تقرير، إلى أن العالم يشهد أسوأ موجة جفاف منذ عقود، أحدثت دمارا في عدة أنهار استراتيجية كما خلقت مشاكل كبيرة بتوريد بعض المنتجات والسلع.
وأصبح التغير المناخي يهدد شرايين المياه في أوروبا بعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، ما تسبب في تبخر مياه أنهار كبيرة وينذر بخسائر 80 مليار دولار في حركة النقل النهري في القارة، التي تشهد أسوأ موجة جفاف منذ نحو 500 عام.
مركز الاتحاد الأوروبي للبحوث حذر مؤخرا من أن ارتفاع درجة الحرارة والجفاف ربما يؤديان إلى انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة ما بين 8 و9% عالميا.
وتأثرت حركة النقل النهري وارتفعت أسعار الشحن بنحو 30%، حسب بيانات هيئة "يوروستات".
المرصد الأوروبي لمراقبة الجفاف يقول إن قرابة ثلثي القارة الأوروبية عرضة للجفاف، ونحو 54 بالمائة من أراضيها تعرضت للجفاف بحلول يوليو الماضي.
وفي الولايات المتحدة، يجري نهر كولورادو غربي البلاد ويصب في المكسيك، حيث يعتمد على مياهه نحو 40 مليون شخص في المكسيك و7 ولايات أمريكية من بينها آريزونا وكاليفورنيا وكولورادو ونيفادا، للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء.
ووفق تقارير أمريكية تأثرت زارعة الخس في أريزونا، ومن المرجح أن تفقد الولاية ما يقارب 21% من المياه التي تحصل عليها من النهر نتيجة الجفاف وتغير المناخ.
ويثير الجفاف الذي ضرب 66 نهرا في 34 مقاطعة بمنطقة تشونجتشينج جنوبي غرب الصين، مخاوف من قطع إمدادات السلع بين المقاطعات.
وأظهرت بيانات وزارة الطوارئ الصينية خلال أغسطس الماضي أن ارتفاع درجات الحرارة في يوليو الماضي، أدى إلى خسائر اقتصادية مباشرة بلغت قيمتها 400 مليون دولار.
وقد تؤدي قلة المياه في النهر إلى أزمة جوع، وتؤثر على عمل محطات كهرومائية بما فيها "سد الممرات الثلاث"، أكبر محطة كهرباء بالعالم.
بحيرة بويانج أحد أحواض الفيضان المهمة لنهر اليانجتسي، انخفض منسوبها إلى ربع حجمها، وفق وكالة "شينخوا" الصينية الحكومية.