بعد الحكم عليه بالمؤبد.. ما هي قضية الجوكر المتهم فيها محمد علي؟
أسدلت الدائرة الخامسة إرهاب بمجمع محاكم بدر، الأحد، الستار عن قضية محاكمة المقاول الهارب محمد علي، بمعاقبته بالسجن المؤبد، في اتهامه بتعريض السلم العام للخطر، واستعمال القوة والعنف ضد قوات الشرطة، والاعتداء على رجال السلطة، في القضية الشهيرة إعلاميًا بـ "خلية الجوكر الإرهابية"، مع إدارج المتهم على قوائم الإرهاب.
الحكم تضمن أيضًا معاقبة 37 متهمًا آخرين بالمؤبد، والمشدد 10 سنوات لـ 5 متهمين، والسجن المشدد 5 سنوات لـ 16 متهمًا، وبراءة 21 شخصًا والسجن 10 سنوات لـ 4 متهمين، والسجن 5 سنوات لـ 8 متهمين، والسجن 15 سنة لـ 11 متهمًا في القضية المعروفة إعلاميا بـ "الجوكر".
تفاصيل القضية
وترجع وقائع القضية إلى قرار النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية، في القضية رقم 653 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ التجمع الأول، والمقيدة برقم 195 لسنة 2021 على القاهرة الجديدة و1357 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا، والمعروفة إعلاميًا باسم "الجوكر" والمتهم فيها محمد علي "مقاول" هارب، و102 متهم آخر.
ففي غضون شهر سبتمبر عام 2019 بدائرة قسم الأربعين محافظة السويس، من الأول وحتى العاشر دبروا تجمهرًا من شأنه جعل السلم العام في خطر، والغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم باستعمال القوة والعنف، بأن حرض المتهمان الأول والثاني في مقاطع مصورة بثها عبر موقع اليوتيوب بشبكة المعلومات الدولية على المشاركة في تجمهر بميدان الأربعين بالسويس، لذات الأغراض.
كما تداول المتهمون من الثالث وحتى العاشر عبر مجموعات إلكترونية بموقع الفيسبوك وتطبيق الواتساب بذات الشبكة، محددين موعد ومكان التجمهر.
تجمهر وتكدير السلم العام
وأوضح أمر الإحالة أن المتهمين من الثالث وحتى الأخير، اشتركوا وآخرون مجهولون في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص، من شأنه جعل السلم العام في خطر.
ويتمحور الغرض من التجمهر حول ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم باستعمال القوة والعنف، حال كون بعضهم حاملين أسلحة نارية وبيضاء وأدوات من شأنها أحداث الموت، فوقعت منهم تنفيذا للغرض المقصود من التجمهر.
شروع في قتل
كما شرع المتهمون في قتل المجني عليهم حمادة سعيد، وأحمد اسماعيل، ومؤمن محمد فهيم ضباط الشرطة بالإدارة العامة لقوات أمن السويس، وباقي أفراد القوة المرافقين لهم، ومحمد خالد عسران عمدًا.
وقد تجمهر المتهمون بميدان الأربعين وإذا شرعت قوات الشرطة بفض تجمهرهم، أمطرهم مسلحون من بينهم بوابل من الأعيرة النارية، ورشقهم آخرون بالحجارة حال مرور المجني عليه الأخير بمكان تجمهرهم، فأحدثوا به إصابات قاصدين إزهاق أرواحهم وقد خاب أثر جريمتهم لأسباب لا دخل لإرادتهم فيه، ألا وهي إسعاف المجني عليهم ومداركتهم بالعلاج.
الخيانة ارتفع الحجاب عنها ولا مفر من سوء العاقبة
وبجلسة النطق بالحكم، وقبل إصدار قرار معاقبة المتهمين، بدأ المستشار محمد السعيد الشربيني، رئيس الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، كلمته بكلمات الذكر الحكيم قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم "وَقَالَ الَّذين اتبعُوا لَو أَن لنا كرة فنتبرأ مِنْهُم كَمَا تبرؤوا منا كَذَلِك يُرِيهم الله أَعْمَالهم حسرات عَلَيْهِم وَمَا هم بِخَارِجِينَ من النَّار" صدق الله العظيم.
وقال القاضي، إن الله سبحانه قضى في حكمه، ألا تكون الحرب على مصر شرًا محضا، بل جعلها الله قدرًا مقدورا يحمل لها في طياتها خيرًا ظاهرًا ومحجوبا، وأقول لكل من خان الوطن، إن جند الظلام قد انهزم أمام مبادئ الحق واليقين وأن الخيانة قد ارتفع الحجاب عنها، وأنه لا مفر من سوء العاقبة ولا يغيب عن الهمج الهامج من الخونة والمفسدين، أن شمس الوطنية قد بلغت كبد السماء.
وأضاف أن الله قد من على مصرنا الأبيه بأنها بلدة طيبة السكنى، فمن عاش فيها عاش كريما عزيزا ومن نال الشهادة عنها، نالها حميدة متقبلة فنعم جزاء المخلصين ولبئس منقلب الظالمين، وإن من هانت عليه وطنيته وفقد عروبته ما الذي يرجى منه بعد أن صار مضربا لأمثال الخزي وحصاد الندامة، ذلك أنكم اتبعتم ذيول الشيطان ونزعات الفتن إن المجاهد بالسوء قد ظهرت على لسانه الدناءة، وتزاحمت على طبعه المساوئ، فلم يرتهن بدين ولم يرتدع بعبرة، ولم تكن عنده مسكة من صلاح، وشاع في أهل الله مفسدا فكان ثعبان شر، ينساب بين رمال مصرنا أو ماء سوء يتغلغل بين الجبال.
وتابع: إذا كانت هناك أياد خفية كانت وما زالت تعبث لإسقاط هذا الوطن إلا أن شعب مصر المبارك قد علته فظنه الحكماء، وحفظته عناية السماء فاستطاعوا من أول غويه خرجت من هؤلاء الخونة أن يميزوا الطيب من الخبيث، وأن يلمحوا في طيات ما يبثونه، وأن يلمحوا في طيات ما يبثونه عليهم عفونة النوايا ورغبات الهوى.